أنت هنا

بمناسبة اليوم الوطني السادس والثمانين لتأسيس المملكة قال معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر: في يوم الجمعة 22/12/1437هـ الموافق 23/9/2016م تحتفل بلادنا المملكة العربية السعودية بالذكرى السادسة والثمانين لتأسيسها على يد الراحل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله- الذي قاد ملاحم وخاض بطولات بكل بحكمة وشجاعة لتأسيس هذه البلاد الطيبة وتوحيد أطرافها وجعلها ذات مرجعية واحدة تدين بالطاعة والولاء لقائد واحد أسسها على الدين الصحيح، وجعل فيها كل مقومات الدولة العصرية، واضعاً في خطته أن تكون هذه الدولة ذات قوة وسيادة، فكان له ما أراد يرحمه الله. وبالنظر إلى حال بلادنا هذه قبل توحيدها على يد الراحل الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- نجد أنها كانت عصية على تحويلها مما كانت عليه من النزاعات والفوضى إلى ما هي عليه اليوم من الانسجام والتنظيم، ولكن الملك المؤسس -يرحمه الله- كان عظيم الهمة، بعيد الطموح، ذا جرأة وشجاعة تمكَّن بها من تحقيق أهدافه لبناء مستقبل هذا الوطن وجعْله بيئة صالحة للعيش، تتوفر فيها مقومات الحياة وشروطها، فكان له ما أراد بتوفيق الله ثم بهمته العالية ورجاله المخلصين فاستقامت له هذه الدولة، وسارت بجميع أطرافها تحت رايته. ولقد كانت أرض المملكة قبل توحيدها فاقدة لأهم مقومات الحياة وهو الأمن الذي يَهَبُ الحياة معناها الحقيقي، فغرس الملك المؤسس -يرحمه الله- أطنابه فصار أهل هذه الدولة المباركة هانئين به لا يخشون على نفوسهم وأموالهم وأهليهم، في حين كانوا في الماضي لا يأمنون على حياتهم من قطاع الطرق، ويتوقعون مباغتة المتربصين في كل مرة يرحلون فيها، أما اليوم فيقطع الراكب بلاد المملكة من أقصاها إلى أقصاها آمناً على نفسه وأهله وماله، فالحمد لله على هذه النعمة العظيمة، وأجزل المثوبة والرحمة لمؤسسها. وفي خطوة متقدمة تجسد الوعي الكامل لدى الملك المؤسس -يرحمه الله- فقد انطلق نحو العمل على بناء هذه الدولة بناءً محكماً يجعل لها اعتبارها وحضورها المؤثر في مستقبل الزمان، فأطلق عدداً من المشروعات التنموية والإصلاحية والتعليمية، ووقَّع عدداً من الاتفاقيات السياسية المهمة مع كبرى الدول، فهيّأ بلاده بذلك لمن يأتي من بعده لإتمام ما أسسه من قواعد تكفل تحقيق النهضة والازدهار، وهذا ما تـمَّ بفضل الله، فالتعليم بمشروعاته الضخمة يشهد قفزة كبيرة أعان عليها اهتمام الملك المؤسس -يرحمه الله- به وحرصه على تطويره، بدءاً من تأسيسه مديرية المعارف في عام 1344هـ وتأسيس المعهد العلمي السعودي في عام 1345هـ، إضافة إلى اهتمامه بالتعليم العالي المتمثل في تأسيسه كلية الشريعة بمكة المكرمة في عام 1369هـ، وقد أثمرت جهوده تلك عن تطور كبير في قطاع التعليم اليوم يتمثل في انتشاره على كل مناطق ومحافظات وهجر المملكة، وتغطية التعليم العالي جميع المناطق من خلال (28) جامعة حكومية تقدم جميع التخصصات الطبية والصحية والعلمية والإنسانية. وليس التعليم هو القطاع الوحيد الذي يشهد هذه القفزات التطويرية والتنموية، فبلادنا المباركة تشهد نمواً في قطاعاتها كافة كالصحة والطرق والخدمات الأخرى بأنواعها، وكل هذا لم يكن ليتحقق إلا بعد جمع البلاد وقيادتها بزمام واحد. إننا في هذه المرحلة التي نستعيد فيها ذكرى تأسيس البلاد نعود بذاكرتنا إلى الجذور الأولى التي تولَّدت منها معالم نهضتنا اليوم، فنتوجه برفع الأكف بالدعاء الصادق لمؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز، سائلين الله له الرحمة والمغفرة، وأن يعين أبناءه من بعده على مواصلة المسيرة بالبلاد واستمرار أمنها واستقرارها، ونخص ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظهم الله جميعاً، وأعانهم على ما يبذلون للوطن وأهله في هذه المرحلة التي تعيش فيها المملكة تحديات وطموحات، وتنطلق فيها نهضة استثنائية مدعومة برؤية شاملة ستحلق ببلادنا عالياً بإذن الله، وتكمل المسيرة التي أسس قواعدها الملك الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، وجعله مع النبيين في الفردوس الأعلى من الجنة.