أنت هنا

 

نظم كرسي الأدب السعودي ندوة بعنوان (الأدب السعودي وقضايا الترجمة) صباح يوم الثلاثاء 28/ 2 / 1440 هـ في  قاعة مجلس قسم اللغة العربية، منقولة عبر الشبكة إلى القسم النسائي في المدينة الجامعية. بمشاركة كل من الروائي يوسف المحيميد و أ.د خميس الجويني ود. علي الحاجي ود. نورة القحطاني ، وأتت الندوة برعاية من عميد كلية الآداب أ.د نايف بن ثنيان آل سعود، وبحضور المشرف على كرسي الأدب السعودي أ.د صالح معيض الغامدي، ومدير الندوة ورئيس قسم اللغة العربية وآدابها أ.د معجب العدواني، وشاركته في  إدارة الندوة من القسم النسائي  د. أمينة الجبرين .  

بدأت الندوة بترحيب أ.د صالح معيض الغامدي المشرف على كرسي الأدب السعودي بالمشاركين والحضور، تلا ذلك تقديم مدير الندوة ورئيس قسم اللغة العربية وآدابها أ.د معجب العدواني مرحبًا بالحضور والمشاركين، ثم سلمت الكلمة لعميد كلية الآداب أ.د نايف بن ثنيان آل سعود، الذي أشاد بالحراك الثقافي المستمر في قسم اللغة العربية واهتماماته البحثية التي تمتد إلى لغات أخرى. كما رحبت د. أمينة الجبرين بالحضور مشيرة إلى الحاجة الملحة للترجمة في الجانبين الشعري والأدبي

كانت الورقة الأولى للروائي يوسف المحيميد المترجمة أولى رواياته منذ عشر سنوات، وترجمت بعض أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، مستفتحًا ورقته بتساؤل: لماذا لم يحظَ الأدب السعودي بالترجمة إلا مؤخرا؟ مبينًا أن المبادرة لترجمة أعمالنا قد توقعنا في فخ تقديمها للقارئ الغربي، وأن عملية الترجمة عادة تتم عن طريق أطراف ثلاثة،  المترجم، ودار النشر، ووكيل الأعمال الأدبية الذي نفتقده في العالم  العربي، ويعد حلقة الوصل بين دار النشر والمؤلف، وأشار إلى أن مهام المترجم في العالم العربي تختلف عنها في العالم الغربي؛ فالمترجم في العالم الغربي على تواصل مباشر ومستمر مع مؤلف النص الأصلي في حين يفاجأ كثير من الكتاب بترجمة أعمالهم إلى اللغة العربية دون علمهم، وختم ورقته بالإشارة إلى بعض المبادرات الثقافية لتقديم الأدب العربي للبلدان الأخرى، فبعض الدول على سبيل المثال وقعت اتفافية مع دار نشر كبرى كالاتفاقية الموقعة بين المؤسسة العربية للدراسات والنشر وإحدى دور النشر البريطانية الكبرى.

 أما الورقة الثانية فكانت من تقديم أ.د خميس الجويني من كلية اللغات والترجمة، الذي لخص تجربته في ترجمة كتاب (صورة الطفل في الرواية السعودية) للدكتورة هلالة سعد الحارثي  إلى اللغة الأسبانية، حيث توقف مع عتبات النص والتغييرات التي طرأت عليها في عملية الترجمة، كما بين إسهاماته في النص المترجم مثل إضافة ملخص للكتاب وإعادة تقسيماته وتغيير علامات الترقيم وأنظمة الاقتباسات تبعًا للغة المترجم إليها الكتاب، مشيرًا إلى أنه لم يلتزم بمنهج محدد من نظريات الترجمة، فقد سعى إلى أن تكون الترجمة صادقة وأمينة مع ضرورة وجود مساحة حرة للإيضاح مبتعدًا قدر الإمكان عن الترجمة الحرفية وساعيًا إلى تحقيق التكافؤ الدلالي .

 ثم طرح د.علي الحاجي من قسم اللغة الإنجليزية الورقة الثالثة، مشيرًا إلى أنها تعنى بالتخصيص في الترجمة الثقافية، فقدم عرضًا لتجارب الكتاب والمثقفين في الترجمة مثل محمود سعيد والموسوي، ومؤكدًا على أن الترجمة من العربية قد ارتفع سقفها بعد الاضطراب السياسي في الشرق الأوسط كما أن تفضيلات الجمهور وجشع الناشرين تؤثر في عملية الترجمة، وأفاد أن الترجمة تلعب دورًا أساسيًا في عملية التبادل الثقافي فنقل نص إلى لغة أخرى إنما هي عملية تتضمن التفسير وإعادة كتابة العمل الثقافي.

واختتمت الندوة بالورقة الرابعة لـد. نورة القحطاني  التي بدأت ورقتها بالإشارة إلى أن أحداث ما بعد الحادي عشر من سبتمبر قد أسهمت في اهتمام الآخر بالمنتج الثقافي خاصة في الأدب السعودي بشقيه الشعري والروائي، لكن الترجمة الرواية السعودية قد أخذت الحيز الأكبر، وانتقلت للحديث عن العلاقة بين المترجم والمؤلف، وهي علاقة قد تأخذ وضع الانسجام أو التوتر، فالمترجم عادة يتواصل مع المؤلف لا سيما أن اللغة مكثفة وقد يظهر أثر للهجات في الحوارات، وقدمت عرضًا لتجارب بعض المؤلفين مع المترجمين مبرزة تجربة ترجمة رواية بنات الرياض للكاتبة رجاء الصانع التي تدخلت في ترجمة النص الأصلي وأجرت بعض التعديلات له ليتناسب – كما ترى الكاتبة – مع الثقافة الغربية .