كلمة سعادة نائب رئيس الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية أ.د. ناصر بن محمد الداغري، بمناسبة يوم التأسيس
كلمة سعادة نائب رئيس الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية أ.د. ناصر بن محمد الداغري، بمناسبة يوم التأسيس
يجب أن ندرك أولاً أن التأسيس مبدأ وليس حدثاً، إنه نهجٌ سعودي سار عليه حكام المملكة العربية السعودية منذ اللحظة التي وضع فيها الإمام محمد بن سعود -يرحمه الله- لبناتها الأولى في ٢٢ فبراير ١٧٢٧م، واستمرت قافلة بلادنا -يحرسها الله- ماضية في نهج التأسيس طوال هذا العمر منذ ثلاثة قرون، إذ تؤسس كل مرحلة من مراحل دولتنا ما يعين المرحلة اللاحقة على الانطلاق ومواصلة رحلة التطوير.
إن الوقوف بهذا الجيل عند البدايات الأولى للمملكة العربية السعودية يبعث فيهم قيم التقدير والتوقير لحكام المملكة الأوائل، ومسيرة الدولة ونضالها التي وصلت إلى ما ننعم به اليوم من رخاء وأمن بلغ هذه المنزلة العالية التي نفخر بها اليوم في هذا العهد الزاهر الذي واصل فيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظهما الله- بناء حاضر راسخ يمهد لمستقبل عظيم لدولتنا أيدها الله، وزاد حكامها عزاً وقوة.
إن منظومة التعليم بجامعة الملك سعود عملت على تأسيس وصناعة بيئة جاذبة تحتضن أبناءنا وبناتنا، وبمسؤولية تضمن الاهتمام برحلة الطالب التعليمية بأدق تفاصيلها، وببنية متزامنة وموائمة لرحلة التغيير التي تعيشها المملكة نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 ، وذلك بإعداد مواطن منافس عالمياً بما يملكه من معارف و مهارات تؤهله لسوق العمل .وقد خصصت جامعة الملك سعود ضمن خطتها الإستراتيجية عدداً من المبادرات لدعم الثقافة والهوية الوطنية والمساهمة الفعالة في الأيام الوطنية وذلك حرصاً على دورها في تعزيز قيم المواطنة في نفوس جميع منسوبيها .
ولا شك أن يوم التأسيس الذي نعيش ذكراه اليوم إنما هو تأكيد للعمق التاريخي للمملكة وحكامها، وتعزيز لهويتها الوطنية، واستذكار لصفحات تاريخية مشرقة من البناء والنضال، وتأكيد لمعاني الوحدة والاستقرار والأمن، وتعزيز للحمة الوطنية، كما أنه فوق ذلك كله تجسيدٌ لرسالة يجب أن يستلهما كل فرد من أفراد هذا الجيل، وهي أن التأسيس نهجٌ وليس حدثاً، وأن مسيرة البناء والتطوير مسؤولية كل جيل، وأن مرحلتنا هذه بجيلها الحالي ستكون ماضياً لجيل جديد مقبل سيواصل العمل عليها لصناعة حاضر يؤسس لمستقبل رفيع وضع أسسه جيل يؤمن بأن المسيرة يجب أن تستمر ماضية نحو الريادة، وهكذا سيستمر وطننا عظيماً متنامياً بعزم قيادته، وعظيم خططه، وهمة أجياله.