Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
Skip to main content

نهضة تعليمية شاملة

أتشرف في هذه المناسبة العطرة بأن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز -يحفظهم الله-  والشعب السعودي النبيل، فكل عام والوطن بخير وأمن وأمان وازدهار ورخاء.

في هذه المناسبة الغالية لا بد أن نعيش بكل فخر واعتزاز ذكرى تأسيس وتوحيد المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه- وما بذله من جهود وعطاء لدحر الخوف والفقر  والجهل والفرقة والشتات ليسوق المملكة إلى بر الأمن والأمان والعلم والمعرفة والرخاء والاستقرار، ولا بد من الوقوف والتأمل فيما حققته المملكة في يومنا هذا من إنجازات تنموية وتطويرية في شتى المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تميزت بالشمولية والتكامل في بناء وتنمية الوطن والمواطن مما جعلها ولله الحمد في مصاف الدول العالمية المتقدمة.

المملكة من فضل الله ثم بجهود القيادة الرشيدة  تعيش نهضة تعليمية شاملة ومباركة، فبعد أن مرت تنمية المواطن السعودي بمراحل مختلفة تبلورت في يومنا هذا في العزم على تحديث وتطوير التعليم بكل مراحله وفي الانفتاح المدروس على العلوم والتقنية الحديثة في شتى مجالاتها، وتحقيقاً لرؤية خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله- في تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي في المملكة والتحفيز على الإبداع والابتكار للمساهمة الفاعلة في تنفيذ خططها التنموية نحو التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة، جاء إنشاء برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي، فأصبح الآن أكثر من 150 ألف طالب وطالبة سعوديين يدرسون في الخارج، بعد أن كان عدد المبتعثين 5 آلاف في عام  1426هـ بزيادة تصل إلى 30 ضعفاً، وبميزانية تصل إلى 22 مليار ريال لعام 1435/1436هـ، لإعداد كوادر وطنية مدربة من المهندسين والمحامين والأطباء والمختصين.

وعلى مستوى التغطية الجغرافية للتعليم العالي والبحث العلمي، جاءت قرارات مجلس الوزراء الموقر بمضاعفة عدد الجامعات الحكومية في المملكة وإنشاء الواحات العلمية ومراكز التميز البحثي وحاضنات التقنية والأعمال في الجامعات، بهدف تحويل نتائج الأبحاث إلى تطبيقات تجارية وصناعية.  فمنذ عام 2004 وحتى الآن، ارتفع عدد الجامعات من 7 جامعات حكومية إلى 25 جامعة في عام 2014م، وأصبح هناك 9 جامعات أهلية بعد ما كانت لا توجد أي منها، وارتفع عدد الكليات من 76 كلية جامعية إلى 494 كلية وارتفعت نسبة تغطية التعليم العالي من 15 محافظة إلى 76 محافظة. كما بلغ عدد الطلاب والطالبات الملتحقين في التعليم العالي حالياً داخل المملكة 1.206.007 وبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس 59442 بعد أن كان عدد الطلاب والطالبات في العام 1426هـ 804300 بنسبة زيادة 67% وعدد أعضاء هيئة التدريس 26827 بنسبة زيادة (45%)، وكل ذلك وغيره من أجل تكوين قاعدة صلبة لبناء مجتمع معرفي لا يرتهن لثروة ناضبة أو مهددة بالكساد لأي سبب من الأسباب، فالإنسان هو الثروة العظمى الباقية والمتجددة، والضامنة  للبقاء القوي والرخاء الحقيقي.

وفي الختام  لا يسعني إلا أن أرفع أكف الضراعة للمولى عز وجل بأن يحفظ لنا وطننا وامننا واستقرارنا ورخاءنا، كما أتوجه إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بأسمى آيات التهاني والتبريكات في هذه المناسبة الغالية والشكر وعظيم الامتنان على دعمه وحرصه على قطاع التعليم العالي  الذي يصب في نهضة المملكة وازدهارها وخدمة خططها التنموية وتلبية احتياجات المجتمع والمواطن.

وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي

أ.د. أحمد بن سالم العامري