الاتصال وإدارة السمعة المؤسسية
السمعة المتميزة هي الأساس الراسخ الذي يدفع بالمؤسسات إلى مزيد من الرقي، ويمهد الطريق لنجاح مخرجاتها، ورغم ذلك تفقد كثير من المؤسسات قوتها وتضيع فرص عظيمة لزيادة قيمتها وقيمة مخرجاتها عندما تتجاهل دور الاتصال وإدارة السمعة المؤسسية؛ فالاتصال والسمعة بوابة نجاح المؤسسات العريقة، وتعد الجهود الاتصالية التي تقوم بها المؤسسات أفضل استثمار لمواجهة تغيرات الغد، وبحسب رأي الخبراء لا توجد مؤسسة حكومية أو أهلية سواء كانت تعليمية، أو خدمية، أو تجارية، أو صناعية في مأمن من تغيرات السمعة وآثارها سواء كان ذلك بصورة ايجابية، أم سلبية؛ ويعد كل مشروع تقوم به المؤسسات، وكافة مخرجاتها، وإنجازاتها، وملامح تفردها أحد عوامل صناعة سمعتها المتميزة، وبطاقة مرور لعقول وقلوب الجهات المعنية والمستهدفة، تجعلها تحظى بالعديد من أوجه الدعم المجتمعي والرسمي، لذا من الأهمية أن يكون لكل مشروع خطة اتصال مع كافة الجهات المعنية والمستهدفة؛ فذلك يضمن أن تجد مخرجات هذه المشاريع الأرض الخصبة للنماء في البيئة العملية.
وتعد مخرجات أية مؤسسة، سواء كانت هذه المخرجات مادية أو بشرية، وكافة عملياتها الداخلية ومنسوبيها عناصر بناء لهذه السمعة المؤسسية، التي يجب إدارتها باحترافية، وتحديد النقاط الحرجة التي يعتبر الاقتراب منها تهديداً لسمعة المؤسسة، حيث تطلق هذه الإدارة (إنذار مبكر) لاتخاذ كافة التدابير الوقائية التي من شأنها أن تضمن استمرار السمعة الطيبة للمؤسسة من منطلق أن الوقاية خير من العلاج.
وتتطلب عملية إدارة السمعة جهود كبيرة، وتحتاج إلى دعم معنوي ومادي كبير من الإدارة العليا لأية مؤسسة، وأيضاً تجني المؤسسة كثير من الثمار حال إدارتها لسمعتها باحترافية، فتزداد قيمتها السوقية، وتجد مخرجاتها مكان مناسباً في السوق، وترتفع قيمة هذه المخرجات ومن ثم تأثيرها على المجتمع.
وهناك العديد من المؤسسات التي لديها كافة مؤهلات بناء السمعة المؤسسية وإدارتها وحمايتها، ولكن ينقصها وجود(كيان) للقيام بهذا الدور بشكل احترافي، فاستمرار السمعة الطيبة وعدم تأثرها سلبياً لا يحدث مصادفة، بل ورائها عقول تفكر وسواعد تبني.
د.طه عمر
برنامج الاتصال بالخطة الاستراتيجية
Tomar@ksu.edu.sa