Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
Skip to main content

السمعة المؤسسية (البناء من الداخل نقطة الانطلاق)

حدثني صباحاً حديثاً يملؤه الحماس والسرور. باقي القليل من الوقت حتى ينطلق إلى عمله، يعلوه النشاط ويتجسد الأمل والتفاؤل في وجهه، فقلت له:كم يسعدني رؤيتكم صباحاً خاصة في أيام العمل، فأجاب سريعاً بوجه تمتزج فيهإيماءات التفاؤل والجدية: باقي ساعة على بداية العمل، لدي اليوم مهام كثيرة أسألكم الدعاء أتمنى أن انجزها جميعاً، كما أن لدي مقترح أرغب في تقديمه لتطوير أحد المجالات، وأريد مقابلة أحد المدراء لأشكره على أداء إدارته المتميز، ولدياجتماع بفريق عمل سوف نناقش آليات تحسين الخدمات المقدمة للمستفيدين، وأهمية التواصل معهم والفوز بدعمهم المستمر لنجاح المؤسسة، وبناء سمعة متميزة عن مؤسستنا ومخرجاتها،فقلت له:هل للمؤسسة التي تعمل بها أهمية خاصة؟ وما الفرق بينها وبين غيرها من المؤسسات العاملة في نفس المجال؟ فأجاب بتلقائية وبدون تفكير؛ بل أن الدهشة من سؤالي كانتهي السمة الغالبة عليه، وقال:

 نحن مؤسسة(....) من أفضل وأهم المؤسسات في مجالها. قال نحن ولم يقل أنا أعمل في مؤسسة(....)، واستطرد قائلاً: إن مؤسستي تقدم خدمات جليلة للمجتمع وتسهم في بناء نهضته، فنحن ندرك ضخامة مسؤوليتنا وأهمية الدور الذي يجب القيام به، والقيم التي يجب الالتزام بها، قلت له: أنتم إذاً منظمون، فقال: نعم بكل تأكيد، نحن نعمل وفق خطة محددة، ونحظى بدعم كبير من كافة القيادات داخلياً وخارجياً، قلت له: جيد بارك الله لكم في عملكم. شكرني وظننت أن الحديث سوف يتوقف لأن بداية وقت العمل اقتربت، إلا أنه ما زال يتحدث عن تمتعه بالعمل في هذه المؤسسة، وكيف أنه يشعر بالفخر أمام المجتمع نظراً لانتسابه لها، فكم هي متميزة في عملياتها الداخلية وجودة مخرجاتها،  وكم تهتم بالمنسوبين، وتدعمهم نفسياً واجتماعياً، وكم تيسر كافة الأمور الإدارية والمالية بسلاسة وانتظام، ثم ختم حديثه قائلاً: أشعر بأني سفير مؤسستي، وأشعر بالرضا عنها، وأتفهم رؤيتها ورسالتها، وأيضاً أدرك تحدياتها. إلى هنا توقف حديثنا ودعوت له بالتوفيق.

هكذا يكون بناء السمعة المؤسسية راسخاّ. البناء من الداخل. من خلال الاهتمام بالمنسوبين(وجدانياً ومهنياً) والاهتمام بجودة العمليات الداخلية لضمان جودة المخرجات، والالتزام بالخطة الاستراتيجيةوبالقيم المعلنة للمؤسسة، وهويتها، ورضا المنسوبين(مقدار الولاء العاطفي)، والأداءالماليوالإداري، ويصاحب كل ذلك جهود اتصالية منظمة ومستمرة تكشف للبيئة الداخلية قبل الخارجية مرتكزات قوة المؤسسة التي تعتز بها وتسعى جاهدة للمحافظة عليها.

د.طه عمر

برنامج الاتصال بالخطة الاستراتيجية

tomar@ksu.edu.sa