Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
Skip to main content

النقد الحديث ..تدوير للدائرة أم تفتيح لآفاق جديدة؟!

كتب : زيدان عودة )الإعلامية)

  نظَّمت وحدة أبحاث الشعريات بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك سعود محاضرة علمية بعنوان: "النقد الحديث.. تدوير للدائرة أم تفتيح لآفاق جديدة؟"!, يوم الثلاثاء 26/2/ 1437هـ الساعة الثانية عشرة والربع ظهرًا.  قدَّمها الأستاذ الدكتور حسين عبد العزيز الواد, وأدارها الدكتور حسن الفيفي, ومن الجانب النسائي الدكتورة هند المطيري.

وقد بدأ المحاضر ورقته بمقدمة  نظرية أوضح فيها بعض الاتجاهات التي عنيت بالنقد الأدبي الحديث, وأشار إلى أن للتعليم النظامي -سابقًا- الأثر الأكبر في نشأة النقد الحديث, وأنه قام على مناهضة النقد القديم المزاوَل في نطاق البلاغة, والذي رماه بالتعليمية والمعيارية والارتباط بالأرستقراطية, وأنه أقام مشروعه على الربط بين التاريخ والنظريات العلمية الكبرى والإقبال على الفهم والتفسير, إضافة إلى ارتباط الإبداع في كل من الرومانسية والثورة عليها. وبذلك فقد انطلق النقد الحديث فعليا مع انتشار النقد التاريخي ونشأة النقد النفساني والنقد الاجتماعي, واستمر إلى يومنا هذا متنقلًا من نقد إلى نقد.

وأشار إلى أن على النقد أن يجيب عن أسئلة ثلاثة: ماذا ندرس؟ وكيف ندرس؟ وما الغاية من الدراسة؟  ثم عرض لنقاط الاتفاق والاختلاف بين المذاهب والاتجاهات الفنية النقدية الحديثة.

وأشار إلى خصوصية الأدب التي أوصل إليها النقد الحديث, والمتمثلة في الإمتاع والفائدة, وذكر أن هذه الوظيفة ليس مما يختص به الأدب لوحده, بل تشترك معه فنون أخرى في تأديتها. وأما ما يتميز به الأدب من غيره, فيتمثل في أنه الكائن الوحيد الذي يستخدم اللغة ويعتمد عليها, وأن هذه الوظيفة هي التي تفتح الدائرة على آفاق جديدة. كما أن الخطاب الأدبي لا يقاس بالعقل ولا بالحواس, وأن مبعثه المخيلة, والمخيلة لا يصح الحكم في منتوجها بالصدق والكذب. وأن الأدب ممتنع عن التعريف عسير على الضبط ممتنع عن التسوير وعن الخضوع إلى أي سلطة مهما كانت. فالأعمال الأدبية كنوز لا ترى ولا تدرك كاملة. فالشعر مثلا أكثر الأنواع الأدبية توغلا في العمل على اللغة.

وخلص أخيرا إلى أن خصوصية الأدب كامنة في محاورته للنظام اللغوي من الصوت إلى التركيب إلى المعنى والدلالة, ومنها جميعا إلى النظام اللغوي الرمزي الذي تصنعه. أما المعاني والجمال فأمور ثانوية؛ لأن التعامل معها يظل في نطاق ما يشترك فيه الأدب مع سواه. لذا على القراءة الأدبية أن تراعي خصائص الأدب الخاصة عند قراءته إلى جانب المتعة والفائدة. وانتهى إلى تعريفٍ للأدب بأنه "الحرية خارج  السيطرة"

وأثريت المحاضرة بالمداخلات والأسئلة التي أضافت الكثير من الفائدة العلمية. وفي ختام المحاضرة شكر الدكتور محمد منور رئيس وحدة أبحاث الشعريات المحاضرَ والحضور,  وأهدى المحاضر درع وحدة أبحاث الشعريات تكريما لمشاركته في إنجاح هذه الفعالية.