أبرز مستجدات المدينة الجامعية في البرامج الأكاديمية
يعتمد تقدم كل أمة على مدى ما تحققه من بناء وتطوير لمواردها البشرية، ويمثل التعليم العالي أحد أهم وسائل إعداد الموارد البشرية وتطوير قدراتها، فمن خلال برامج التعليم العالي يتم سد الاحتياجات التنموية الوطنية المختلفة من القوى العاملة المؤهلة لاحتياجات سوق العمل ومواجهة التغيرات والتطورات التقنية والمعلوماتية المتسارعة، فجاءت رؤية المملكة 2030 لترسم خارطة طريق وتضع ضمن أهدافها الاستراتيجية السيطرة على نسب البطالة في المجتمع السعودي، بخفض معدل البطالة من 11.6 في المائة إلى 7 في المائة. وحيث أن زيادة مشاركة العنصر النسائي في التنمية وانخراطه في سوق العمل وتوسيع المجالات التي توفر الفرص الوظيفية للمرأة يعد من أبرز السبل لتحقيق هذا الهدف، سعت جامعة الملك سعود لوضع الخطط التطويرية التي تدرس بصفة دورية حاجة سوق العمل، وعلى ضوءها تبني كوادر وطنية قادرة على مواجهة التحديات وتلبي احتياجات التنمية المستدامة ومتطلبات سوق العمل، وقد أثمرت هذه الخطط بافتتاح الأقسام والبرامج الأكاديمية التي تلبي هذه الحاجة وتساهم في النهضة التنموية التي تعيشها البلاد. لا سيما وأن الطالبات يشكلن 50 في المائة من إجمالي مخرجات التعليم الجامعي.
ومن هذا المنطلق طرحت جامعة الملك سعود التخصصات الجديدة التي ستتاح للطالبات في العام الجامعي الحالي حيث تم افتتاح برنامج البكالوريوس في قسم الإحصاء وبحوث العمليات في الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي 1439/1440هـ. ويكتسب هذا القسم أهمية خاصة من خلال الدور المتميز الذي يلعبه هذا التخصص في اتخاذ القرارات المثلى للمشاكل التي تنشأ في ميادين عدة مثل: الصناعة والاقتصاد والتجارة والزراعة والنقل والمواصلات والميادين العسكرية. وتتسع دائرة الخدمات التعليمية التي يقدمها القسم داخل وخارج الجامعة حيث يقدم مقررات في الإحصاء لعدد من الكليات، إضافة إلى ذلك يقدم الاستشارات الإحصائية لمشروعات البحوث التطبيقية داخل الجامعة وخارجها سواء في مرحلة تصميم البحث أو في مرحلة تحليل البيانات وتفسير النتائج كما يقدم أيضًا الاستشارات الخاصة في برمجة وتخطيط المشاريع وجدولة الإنتاج وفي الاستخدام الأمثل للموارد بشتى أنواعها. وبلغ عدد الطالبات المسجلات 18 طالبة. ويضم القسم 22 عضوة هيئة تدريس.
وعلى صعيد آخر، تم تحديث خطة برنامج البكالوريوس بقسم تقنية المعلومات في كلية علوم الحاسب والمعلومات وذلك بإدخال مسارات متخصصة جديدة، وهي: علم البيانات، والأمن السيبراني، وهندسة الشبكات وانترنت الاشياء. وقد أدخلت هذه المسارات بعد دراسة مستفيضة لاتجاهات تكنولوجيا المعلومات المحلية والعالمية واحتياجات سوق العمل المحلي الحالية والمستقبلية. ومن خلال الخطة المطورة بمقرراتها المحدثة سيتم تزويد الطالبات في مسار علم البيانات بمعرفة متعمقة في استخراج وإدارة وتحليل وتمثيل أنواع مختلفة من البيانات بالإضافة إلى استخراج المعلومات من كميات هائلة من البيانات المخزنة في الأنظمة غير المتجانسة. بينما في مسار الامن السيبراني، سيتم تزويد الطالبات بالمعرفة المطلوبة لتصميم وتنفيذ وإدارة وتقييم أنظمة التكنولوجيا الآمنة وحماية الأنظمة، ويعتبر مجال الأمن السيبراني من المجالات الهامة جداً في الوقت الراهن. كما يوفر مسار الشبكات وانترنت الأشياء المعرفة والخبرة العملية المطلوبة لإشراك الطالبات في التصميم الإبداعي وتطوير حلول مبتكرة لإنترنت الأشياء. الدراسة بقسم تقنية المعلومات بمساراتها الجديدة تهيئ خريجاتها لمجالات عمل متنوعة ومطلوبة في سوق العمل ومنها على سبيل المثال لا الحصر: مطور برامج، محلل نظم، محلل بيانات، مهندس بيانات، مدير برنامج، ضمان جودة، محلل أنظمة أمنية، مدير أنظمة أمنية، مدير المشروع، باحث أكاديمي، مدير قواعد بيانات، محلل الأعمال. ويضم قسم تقنية المعلومات اكثر من 450 طالبة في هذا العام الجامعي ويقوم بتدريسهن ٤٢ عضوة هيئة تدريس.
كما شهد هذا العام استقلال قسم الطفولة المبكرة بكلية التربية بقرار من معالي مدير الجامعة بتاريخ 11/11/1439هـ، بعد أن كان بإشراف من قسم السياسات التربوية. ويهدف القسم لتحقيق الريادة العلمية المتميزة في مجال تربية وتعليم الطفل على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. ويعنى بإعداد الكوادر الوطنية المتخصصة في مجال تربية وتعليم الطفل من خلال البرامج ذات المستوى العالمي وتقييمها بصورة مستمرة لضمان جودتها وفقاً لأفضل الممارسات العالمية بهدف خدمة المجتمع و تحقيق التنمية المستدامة. ويقدم القسم البرامج الأكاديمية اللازمة لتخريج معلمات رياض الأطفال، ويعد أول قسم يعقد شراكات خارجية حيث عقد أول شراكة مع مركز الطفل العربي وبدأ بتدريب الحاضنات كخطوة استثمارية رائدة. كما يشرف القسم على مبادرة تطوير حضانات جامعة الملك سعود وتقديم التدريب اللازم لها. ومن خططه القريبة فتح برنامج الدكتوراه للطالبات. يضم قسم الطفولة المبكرة 439 طالبة ويقوم بتدريسهن 49 عضوة هيئة تدريس.
وعلى صعيد آخر تعمل عمادة الدراسات العليا على الإسهام في إثراء المعرفة الإنسانية في كافة فروعها بما تتطلبه من تأهيل عالي في مجالات متعددة تواكب التقدم السريع للعلم والتقنية وتلبي إحتياجات سوق العمل .وفي هذا العام 1439/1440هـ تم فتح باب القبول لطالبات الدراسات العليا في كلية العمارة والتخطيط وذلك استجابة للرغبات وتهيئة فرص عمل واعدة للمرأة من خلال طرح برامج الماجستير في العمارة وعلوم البناء، والتصميم العمراني، والتخطيط العمراني وبرنامج الدكتوراه في العمارة وعلوم البناء. والتي تأتي متوافقة مع رؤيه 2030 استجابة لمتطلبات النمو والتطور الذي تقتضيه خطط التنمية التي تشهدها المملكة العربية السعودية لتحقيق تطلعات القيادة والمجتمع في تعزيز مكانة ودور المرأة ومساهمتها في التنمية.
وختاماً، نؤكد أن الجامعة وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ووليّ عهده الأمين – يحفظهما الله – وبمتابعة من وزير التعليم وإشرافٍ مباشر من معالي مدير الجامعة، حريصة كل الحرص على أن تكون أحد الأذرع الداعمة لتحقيق رؤية المملكة 2030 في تكوين مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر وبناء وطن طموح.