أنت هنا

حين نُباهي بيومنا الوطني، ونَسرد تاريخنا، ونُفاخر بقادتنا إنما نُعزز بذلك قيمنا الوطنية، ونُعبِّر عن ولائنا لقادتنا، ونتذكر معًا واجباتنا تجاه وطن منحنا كل شيء، وقادة بذلوا وما زالوا يبذلون لننعم بالرخاء والأمن والاستقرار، ونعمل لننافس العالم في المجالات العلمية والاقتصادية والصناعية.
في الذكرى علينا أن نزوي الزمان والمكان لنرى صورتنا، كيف كُنّا اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا، ونشاهد ملامح بلادنا وأوضاعها قبل توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله، ونتأمل في تلك الحقبة الزمنية، لأن هذا المشهد يساعد على إدراك التحول الكبير والنهضة المستمرة في جميع مناحي الحياة، ويُظهر تضحيات قيادتنا، ويجعلنا نقدِّر النعم التي نحن فيها، ويفرض علينا الإسهام في تحقيق تطلعات قادتنا، والحفاظ على المكتسبات واستثمار أوقاتنا وطاقتنا بما يعود بالنفع العام على بلدنا ويساهم في صنع التحولات.
في الذكرى علينا أن ندرك أنّ الاصطفاف إلى جانب قيادتنا أسهم في توحيد الوطن في وقت قياسيٍّ، وصنع حلمنا الكبير الذي نراه اليوم في موقع التأثير العالمي على المستويات كلها. وعلينا أن نمضي على درب آبائنا في الاصطفاف إلى جانب قيادتنا، والتضحية من أجل وطننا. وأولى محطات التضحية أن نكون على قدر المسؤولية في استثمار الفرص التعليمية التي أتيحت لنا ولأبنائنا، ولنكون حيث يريدنا الوطن. إنَ رهان قادتنا - حفظهم الله- على قدرات شبابنا ذكورًا وإناثًا حيث انهم أبناء اليوم وجيل المستقبل، وعليهم يعقد الأمل، وبهم ستتحقق رؤية الوطن. هذا الرهان يحتم على الجميع المزيد من الاستثمار في انفسهم وقدراتهم لخدمة هذا الوطن الغالي.
في الذكرى علينا أن نَقرِن بين صورة الماضي والحاضر لندرك حجم التحولات الكبرى التي يشهدها وطننا في المجال العلمي والتعليمي والصناعي والاقتصادي والسياسي. ونواكب الرؤية الاستراتيجية 2030 التي أطلقها ولي عهدنا سمو الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، وما رافقها من مبادرات تستثمر القدرات وتشجع الإبداع والتميز، وتصنع التنافس من أجل الوطن.

ولعل من حسن الطالع تزامن اليوم الوطني مع الموافقة الملكية الكريمة على النظام الأساسي لجامعة الملك سعود، وضمها للهيئة الملكية لمدينة الرياض إيذاناً بعهد جديد لجامعتنا الغالية، واستمراراً للدعم السخي الذي توليه القيادة الحكيمة للجامعة، مما يعظم مسؤوليتنا ويدفعنا لبذل المزيد من الجهد للرقي بمستوى هذه الجامعة، والرقي بمخرجاتها بما يسهم وينعكس إيجاباً على مجتمعنا السعودي الكريم.
في ذكرى اليوم الوطني (92) نؤكد أنّ الوطن والعمل من أجله مسؤولية الجميع أفرادًا ومؤسسات، فهو لنا غطاءـ وبنا يزداد ارتقاء وعطاء.