You are here

      تواصل بعثة قسم الآثار بجامعة الملك سعود نشاطها المتميز، في تدريب الطلاب على أعمال التنقيب الأثري، للموسم الثالث عشر في موقعي دادان "الخريبة" والمابيات بمحافظة العلا. ويُمثل التدريب الميداني ركيزة أساسية في البرنامج الدراسي لطلاب قسم الآثار، وهو جزء من متطلبات التخرج لمرحلة البكالوريوس، ويهدف إلى إكسابهم الخبرة العملية في مجال الكشف عن الآثار وتقنيات الحفر الآثاري.

وتتكون البعثة من سعادة الدكتور/ محمد بن سلطان العتيبي مشرفاً عاماً على حفرية القسم في الموقعين. وفي حين يتولى الدكتور سامر سحلة الإشراف الميداني على أعمال التدريب في موقع دادان، والدكتور أحمد العبودي يتولى الإشراف على أعمال التدريب في المابيات. كما يشارك أيضاً في تدريب الطلاب كل من الدكتور محمد متولي، والدكتور محمد الذيبي، والدكتور عبد الرحمن السحيباني. وحرص القسم على مشاركة عدد من المحاضرين والمعيدين وطلاب الدراسات العليا والخريجين.

      ويعاون الفنيون بقسم الآثار أعضاء هيئة التدريس في أعمال تدريب الطلاب كل حسب تخصصه، سواء فيما يتعلق بأعمال المسوحات الأثرية والتسجيل والتوثيق والتصوير الأثري، والرسم، فضلاً عن أعمال الترميم وإدخال البيانات.

      ويأتي التدريب خلال هذا الموسم استكمالاً للأهداف التي وضعها قسم الآثار منذ بداية التنقيب في هذين الموقعين، والتي يمكن إيجازها فما يلي:

أولاً- تدريب طلاب قسم الآثار على مناهج المسح والتنقيب الأثري، تمهيداً لتخريج جيل جديد من المنقبين عن الآثار من أبناء المملكة العربية السعودية.

ثانياً- استكمال تنقيبات المواسم الماضية ومواصلة الكشف عن التسلسل الطبقي للموقع، وذلك بتوثيق ودراسة تعاقب الطبقات، وربط المعثورات بالطبقات المكتشفة فيها.

ثالثاً- متابعة الكشف عن المزيد من الأدلة والشواهد الأثرية لتعزيز المعرفة عن الدور الحضاري لمملكتي دادان ولحيان.

رابعاً- استكمال إعداد وتأهيل موقعي دادان والمابيات  للزوار، فهو يشكل أحد المقاصد الرئيسة للسياحة الثقافية في المملكة العربية السعودية بوجه عام، ومحافظة العلا بوجه خاص.      

      جدير بالذكر أن قسم الآثار انتهج منذ إنشائه قبل ثلاثة عقود، أسلوباً متميزاً في مجال التعليم الإبداعي والابتكاري لطلابه، تمثل في استخدام التقنيات العلمية والتجهيزات المعملية في مختلف أعماله الميدانية، إلى جانب الاستفادة من كافة العلوم الأخرى التي تخدم تكامل المعرفة وتحقق شمولية العملية العلمية والتعليمية. كما كان للقسم دور فاعل ومتميز في خدمة البيئة والمجتمع، سواء على مستوى الجامعة، أو ساحة العمل الوطني العام في داخل المملكة وخارجها.

      يُذكر أن نشاط قسم الآثار الميداني، انتقل منذ عام 1424هـ إلى شمال غربي المملكة بموقعي دادان (الخريبة) والمابيات (قرح) في العلا. وقد أدت التنقيبات الأثرية والدراسات الميدانية للقسم إلى إماطة اللثام عن جوانب عديدة للحضارات القديمة والإسلامية المبكرة بالمملكة العربية السعودية، بصورة خاصة، والجزيرة العربية بصورة عامة، حيث أمدتنا تلك التنقيبات بكمية وفيرة من المعثورات الأثرية النادرة ذات الأهمية من نقوش، ومشغولات معدنية، وفخارية، وحجرية، وعملات...الخ، وهي الآن تعد ركيزة أساسية لكتابة تاريخ المنطقة الحضاري وفق رؤية موضوعية تعتمد على الشواهد المادية، كما تمثل مورداً لإثراء مقتنيات المتحف الوطني، ومتحف جامعة الملك سعود بكلية السياحة والآثار، والذي يُعدُّ أحد الوسائط الرئيسة للعملية التعليمية الفاعلة لطلاب قسم الآثار من خلال التدريب على التنظيم والعرض المتحفي، وصيانة وترميم المقتنيات الأثرية، كما ويُعدُّ كذلك واجهة علمية وحضارية متميزة في رحاب الجامعة، ويحظى المتحف بمتابعة واهتمام المسئولين بالجامعة، وأيضاً المهتمين بالدراسات الآثارية والمتحفية.