You are here

انطلقت جلسات الملتقى السنوي الثالث للتدريس الجامعي، والذي تنظمة عمادة تطوير المهارات بجامعة الملك سعود في الرياض، ويحمل عنوان "التعلم النشط لتحسين مخرجات التعلم". ويستمر إلى يوم الخميس حيث أدار الجلسة الرئيسية الدكتور فايز بن عبدالعزيز الفايز المشرف على مركز تدريب القيادات بجامعة الملك سعود والتي كانت بعنوان " استراتيجيات التفكير الناقد"  للمتحدث الدكتور بل بسكست.

ووضح  بسكست  أستاذ علم النفس بجامعة أوبرن الأمريكيه، ماهية التفكير الناقد وانواع السمات التي يتميز بها المفكرون الناقدون، وبين  العقبات التي تقف سداً منيعاً أمام التفكير الناقد، احتضان فكرة تدريس التفكير الناقد ، مبيناً أن التفكير الناقد لا يعني إلقاء المحاضرات فقط بل وضع التحديات وشرح الحالات امام الطلاب للتفكير فيها.

وأكد أن الكليات حول العالم تبدي اهتماماَ أكبر لدور التفكير الناقد لكي تصبح كلية وجامعة فاعلة ولكن الطلاب يجب أن لايفكروا بطريقة ناقدة لان التفكير الناقد عمل شاق، مضيفاَ بأن الخبراء المعنيين بالتفكير الناقد يعرفونه  بانه  شكل من أشكال التفكير او الاستنتاج المبني على الأدلة ويؤدي إلى نتيجة أو قرار عقلاني سليم.

من جهته ألقى الأستاذ بجامعة ولاية منيسوتا الامريكية "المسؤولية والإستمتاع في تقديم تدريس متميز" الدكتور ستيوارت روس.

وقال روس "أن هناك جزء داخلي وخارجي لما نقوم عليه كمعلمين في الجامعات فالجزء الداخلي هي المسؤولية تجاه طلابنا ومؤسستنا والمجتمع ككل ، والجزء الخارجي هو المتعة التي نشعر بها بانفسنا عندما نعتقد أننا أبلينا بلاء ممتاز في تعليمنا، مضيفاَ أن المعلمين الجيدين هم من يعملون على أنفسهم، وتطويرهم المهني والذين يواصون تحسين أنفسهم كمعلمين.

كما القت أستاذه بجامعة لندن متروبوليتان البريطانية  "توظيف التقنيات التعليميه في التعلم المدمج" الدكتوره تشارلوت فريجونا.

وبينت فريجونا ان التقنية الرقمية تغيرت وبطرق اساسية، فالممارسات الجديدة تتحدى التصورات التي ظلت قائمة لفترة طويلة حول التعلم والتعليم، ويتم النظر بشكل متزايد إلى الأشكال المدمجة من التعلم والتعليم باعتبارها وسيلة لدعم التنوع لدى الطلاب في عالم معولم كوسيلة لتعزيز التعلم والمرونه.

وأشارت إلى أن التعليم المدمج ينبغي أن ينظر إليه على أنه مختلف عن التعليم عن بعد الذي يعتمد بشكل شبه كامل على وسائل تقنية الاتصال الافتراضية، مضيفة أنه شكل من أشكال التعلم الموزع الذي هو عبارة عن احدى طرق التعلم والتعليم التي تحدث في أماكن وفضاءات متعددة.

وأوضحت أن هناك ارتباط بين التقنيات بالتعلم المدمج فالتقنينات تتمثل في الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الحاسوب المحمولة وكل هذه الأجهزة لازمه لنجاح نشاط التعلم المدمج كما إن تطبيقات الهاتف النقال متاحة مجاناَ.

وفي موضوع متصل أكد الدكتور باسل بن عبدالرحمن علي الشيخ الأستاذ المشارك في قسم وظائف الأعضاء بكلية الطب بجامعة الدمام أن التدريس من أجل اكتساب مهارات معرفية عالية يعد تحدياً كبيراً يواجه المعلمين في المناهج الدراسية التقليدية التي تركز على المعلم التقليدي، وتعتمد بشكل كبير على المحاضرات، وبين خلال عرضه استراتيجيات التعليم والتعلم المعتمدة في قسم علم وظائف الأعضاء، بكلية الطب، بجامعة الدمام حيث أوضح أنها على المبادئ التربوية في المناهج الدراسية التي تركز على الطالب، وهي ترتبط، إلى حد ما، بالتخصص.

وشدد تعلم الطالب يصبح مهماً في العملية التعليمية التعلمية إذا أصبح التعلم نشطاً من خلال اعتماد الاستراتيجيات التي تركز على الطالب، والتي يتم من خلالها خلق بيئات تعليمية مختلفة، وتنفيذ طرق مختلفة لتعلم الطلاب، مطالبا الأقسام  باعتماد برنامج لتدريب أعضاء هيئة التدريس، تقوم من خلاله بمعالجة القضايا التربوية ذات الصلة في التعليم والتعلم، وتشجع فيه وسائل جديدة للتدريس، وترحب فيه بالنقاش والتغذية الراجعة من الأقران.

من جانبه أكد الدكتور ستيورات روس الأستاذ بجامعة ولاية منيسوتا  الولايات المتحده الأمريكيه إلى أن المعلمين يحملون كامل المسؤولية في أن يصبحوا معلمين جيدين، وهو ما يعني أننا لابد أن نقضي الوقت في العمل الدؤوب على التطوير المهني، وإن أعضاء هيئة التدريس الذين يواصلون تحسين أنفسهم كمعلمين سوف يواجهون المتعة في تعليمهم بينما يواصل طلابهم التعلم جيدا.

هذا وبينت الدكتورة إقبال زين العابدين درندري الأستاذ المشارك في قسم علم النفس بجامعة الملك سعود أن التعليم شهد خلال العقدين الأخيرين حركة إصلاح جذرية حيث كانت معظم المناهج وطرق التعليم والتعلم وأساليب التقييم تتبع النظريات التقليدية وأضافت خلال بحث قدمته للملتقى بأن التعلم النشط  يقوم على مشاركة المتعلم الفاعلة والإيجابية في الموقف التعلمي، ويعتمد على مبدأين يتمثلان في أن التعلم عملية نشطة بالإضافة إلى أن الناس يتعلمون بطرق مختلفة.

وركزت جلسات اليوم الثاني والتي أدارها الدكتور محمد بن فهد العجمي  مستشار عمادة تطوير المهارات وعضو هيئة التدريس في كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود على الممارسات التدريبية الأكثر تفاعلا بالإضافة إلى استخدام التقنية مع طلاب القرن الواحد والعشرين حيث بين الدكتور ستيوارت روس أن التعلم ذاتي التوجيه و تصميم المقررات المتمركز حول التعلم بالإضافة إلى التعلم القائم على الفريق و إشراك الطلاب في الخدمة مع التأمل واستخدام استراتيجيات التعلم النشط تعتبر الممارسات الأكثر تأثيرا في العملية التعليمية.

وبين أن التعلم النشط  يحدث عندما تتاح الفرصة أمام الطلاب ليتفاعلوا مع موضوع المقرر بدلا من تقديمه في محاضرات من خلال المدرس، أي أن يقوم الطلاب بتوليد المعرفة بدلا من تلقيها، ليس من الممكن نقل المعرفة، فالأساتذة لا ينقلون إلا المعلومات، ويعود الأمر إلى الطلاب لإيجاد الطرق التي تجعل من هذه المعلومات معرفة لأنفسهم. وبين أنه في التعلم النشط يقوم المدرس بتيسير تعلم الطلاب بدلا من إملائه عليهم.

موضحا أن  أعضاء هيئة التدريس الذين يتبنون واحدة أو أكثر من هذه الممارسات عالية الأثر سوف يرون تغييرات إيجابية في مساراتهم من حيث اهتمام الطلاب ومشاركتهم وتحفيزهم