You are here

أجرت جريدة الرياض لقاءاً مع عميد كلية علوم الرياضة والنشاط البدني د.سليمان بن عمر الجلعود وكان نص الحوار كالتالي:

للرياضة وجهان الأول يتمثل في الممارسة المهنية أو العملية والثاني يتمحور حول التأصيل العلمي للرياضة ومفهومها وتأديتها وفق الأصول التي أثبتت التجارب صدقها، أردنا في هذا اللقاء الموسع أن نجلي هذين المفهومين بشكل واضح، ولنربط بينهما، موضحين العلاقة بينهما.. وضيفنا الذي يتحدث عن هذا هو الدكتور سليمان بن عمر الجلعود، أستاذ وظائف أعضاء الجهد البدني المشارك عميد كلية علوم الرياضة والنشاط البدني، بجامعة الملك سعود، عضو منتسب للعديد من الجمعيات العلمية العالمية، يتركز نشاطه البحثي حالياً في موضوعات تغذية الرياضيين والمكملات الغذائية والمنشطات الرياضية، ومشروبات الطاقة والمشروبات الرياضية، نشر أكثر من 50 بحثاً في مجلات علمية عالمية، وألف وترجم العديد من الكتب، في هذا الحوار أفاض في توضيح العلاقة ثم عرج بالحديث عن الادوار التي تقدمها الكلية وفق منظومة الجامعة للمجتمع، متناولاً العديد من القضايا التي تشغل الوسط الرياضي فكان هذا الحوار..

أتمنى مراجعة قرار الاستعانة بسبعة أجانب وفق معايير علمية

بداية نود إبداء وجهة نظرك حول مرحلة الدراسة الأكاديمية في علوم الرياضة من بداية تأسيس معهد التربية الرياضية ومرورا بتواجد قسم في كلية التربية ونهاية بمولد كلية متخصصة تعني بتطوير قدرات المتخصصين في علوم الرياضة والنشاط البدني؟

في البداية نحمد الله عز وجل على ما وصلت إليه هذه البلاد من نمو وتطور كبيرين في كافة المجالات في ظل السياسة الحكيمة التي تنتهجها قيادتنا الرشيدة التي حرصت على تهيئة سبل النمو والرقي له. التاريخ يتحدث عن قيام وزارة المعارف عام 1385هـ بتأسيس معهد التربية الرياضية للمعلمين بالرياض كبداية أولى وكان الهدف أن يخرج لنا المعلم التربوي الناجح من أبناء هذا الوطن بشهادة الدبلوم المتوسط للتربية الرياضية، حتى يسند إليه القيام بالتربية الرياضية في مدارسنا، ثم تحول المعهد إلى كلية عام 1412هـ تحت مسمى كلية التربية البدنية والرياضة وأصبحت الدراسة بها أربعة سنوات، وفي نقس الوقت تواجد قسم التربية البدنية وعلوم الحركة في كلية التربية بجامعة الملك سعود منذ عام 1397، وفي عام 1429 هـ ولدت كلية علوم الرياضة والنشاط البدني، وهي من الكليات النوعية، وتعتبر إحدى الإنجازات الحديثة بجامعة الملك سعود والتي ترعاها الدولة، وعلى الرغم من حداثة الكلية إلا أن لها عراقة علمية وتاريخية، وهي أول كلية في الجامعات السعودية ودول الخليج العربي في هذا المجال، وتمنح الكلية العديد من الدرجات العلمية في تخصصات مختلفة، فهي تعد أخصائيين متميزين على مستوى البكالوريوس والماجستير للطلاب والطالبات في مجالات التربية البدنية، وفسيولوجيا الجهد البدني، والتدريب الرياضي، والإدارة الرياضية والترويحية، بالإضافة إلى برنامج دبلومات تخصصية وماجستير تنفيذي في تخصصات تتوافق مع سوق العمل، وقريباً إن شاء الله مرحلة الدكتوراه، بحيث تكون جميع برامجها وتخصصاتها موائمة بشكل كامل مع رؤية المملكة 2030 وطموحات وزارة التعليم وقيادة الجامعة.

ملعب الجامعة

ما رأيك في فكرة استثمار ملعب الجامعة وإيجابياتها؟

صمم الاستاد ونفذ وفق أحدث المعايير الدولية، وهو محاكي للعديد من ملاعب كرة القدم العالمية، فهو أول ملعب في العاصمة الرياض ينشأ بدون مضمار. الملعب ويتسع لحوالي 25 ألف متفرج، والفكرة الاستثمارية ستعود على الجامعة بالفائدة بإذن الله، والجامعة حرصت من خلال بنود العقد الموقَّع على ضمان حقوقها وساعدت في نفس الوقت على إيجاد بيئة تنافسية للجميع، وأن العقد الموقع لا يلغي حق منتخب الجامعة في خوض مبارياته على نفس الاستاد بخلاف التدريبات فتكون على الملاعب الفرعية، ويخوض منتخب الجامعة مبارياته على نفس الاستاد في دوري الجامعات السعودية.

في السابق كانت الجامعات مصدرا لبروز العديد من نجوم كرة القدم والألعاب الأخرى برأيك لماذا غابت هذه الميزة؟

لدينا خطة بين الكلية وعمادة شؤون الطلاب لعودة بروز العديد من نجوم كرة القدم والألعاب الأخرى وتخرجهم من الجامعة بأعلى الشهادات. فبعض اللاعبين استطاعوا الجمع بين ممارسة كرة قدم، أو ممارسة رياضات اخرى ومواصلة الدراسة من أجل الحصول على شهادات علمية في عدة مجالات كالصحافة والاقتصاد والرياضيات والطب والرياضة. حصول اللاعبين على الشهادات جامعية عالية المستوى، يمنحهم إمكانية مواصلة حياتهم العملية بعد اعتزالهم عالم كرة القدم.

فمثلاً: الأسطورة البرازيلية سٌقراط كان أول اللاعبين، الذين استطاعوا التوفيق بين كرة القدم والدراسة، حصل على دكتوراه في الطب. ولاعب مانشستر يونايتد خوان ماتا درس الصحافة في جامعة "بوليتكنيكا" بالعاصمة الإسبانية مدريد، وتخرج نجم أرسنال السابق أندري أرشافين من جامعة "سان بطرسبورغ" للتكنولوجيا والتصميم، والمدافع الإيطالي الصلب جورجيو كيلليني، كان يجتاز الامتحانات الدراسية بكل سهولة، فقد تخرج لاعب فريق يوفنتوس من جامعة "تورينو" الشهيرة، وحصل منها على دبلوم في الاقتصاد. ودرس لدينا في الكلية اللاعبين سعد الحارثي، ومحمد السهلاوي، وبدر الحقباني.

يبدو التعاون بينكم في الكلية وبين وزارة الرياضة مفقود تماما تعليقك؟

-لا أريد أن اتحدث عن الماضي، لكن الفترة الحالية تشهد الرياضة السعودية نقلة نوعية في شتى مراحلها وتفاصيلها، في ظل اهتمام كبير ودعم لا محدود من القيادة الحكيمة، تجسد منذ الإعلان عن رؤية المملكة 2030 التي أطلقت برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في 2016م، إذ جاء فيها أن الهدف الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسعياً إلى تحقيق ذلك تم تشجيع ودعم الرياضات بأنواعها من أجل تحقيق تميزٍ رياضي على الصعيدين المحلّي والعالمي، والوصول إلى مراتب عالمية متقدمة في عدد منها بمتابعة دؤوبة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء. كما أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله -قراراً بتحويل الهيئة العامة للرياضة إلى وزارة باسم "وزارة الرياضة"، وتعيين الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزيراً للرياضة، وهو الرياضي الشاب الذي جاء لصناعة مرحلة جديدة من التميز وزيادة الفعاليات وإطلاق المبادرات بما يحقق تنمية شاملة للقطاع الرياضي في المملكة.

أوجه التعاون بين وزارة الرياضة وكلية علوم الرياضة والنشاط البدني متعددة ومنها: لقاء الأمير عبدالعزيز بن تركي ورئيس جامعة الملك سعود، بالطلاب والطالبات وافتتاح المختبرات العلمية بالكلية وعددها 14 مختبراً، منها 6 مختبرات تعليمية و8 مختبرات بحثية، وأعلان إنشاء كرسي بحثي للهيئة العامة للرياضة في كلية علوم الرياضة والنشاط البدني، وتفعيل الاتفاقية بين الوزارة والجامعة من خلال الكلية ومعهد اعداد القادة في اقامة الدورات والمجال البحثي، وفيما يخص برامج الانشطة البدنية وجودة الحياة. كل ذلك جاء وفق رؤية المملكة لتنمية قطاع الرياضة والعمل على تحقيق جودة الحياة لأبناء المملكة ومن يقيم على أرضها. ونسعى نحن في الكلية مع وزارة الرياضة، إلى تعزيز مبادئ وقيم الرياضة لشبابنا ورياضيينا، ونشر ثقافة الرياضة في المجتمع وزيادة مستوى الأداء بما يساهم في تحسين وتطوير البيئة الرياضية في المملكة العربية السعودية، في إطار اللوائح التي تتصل بالرياضة وتتوافق مع الهيئات والمنظمات الرياضية القارية والدولية والأولمبية.

الدوري السعودي

أنا متابع لفريقي أحد والأنصار.. وكثير من الإعلام الرياضي لم يواكب التطور الرياضي

*عميد كلية علوم الرياضة هل هو متابع جيد للدوري السعودي وما رأيه في مستوى المنافسة والتحكيم وتقنية الفار؟

-نعم متابع دقيق، أتشرف أني من ابناء طيبة الطيبة لذلك أميل لأندية المدينة المنورة، نادي أحد والانصار (عينان في رأس) نادي أحد حقق خمسين بطولة في كرة السلة بكافة المسميات نخبة ودوري وكأس وسوبر وبطولات خارجية.

مستوى منافسة الدوري السعودي لكرة القدم جداً عالٍ لتميزه بقوة إعلامية عظيمة واهتمام جماهيري كبير، وجاء تطبيق نظام المحترفين في الدوري تماشياً مع متطلبات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بإنشاء رابطة تختص بإدارة الدوري سميت برابطة دوري المحترفين السعودي.

الدوري السعودي متميز وقيمته السوقية عالية ويجب تطبيق المعايير

إن قيمة وشعبية الدوري السعودي جارفة، جعلته من وجهة نظر شريحة عريضة من النقاد والمتابعين، الدوري الأقوى والأفضل والأكثر إثارة في الشرق الأوسط، وأصبح الأعلى قيمة سوقية من بين الدوريات العربية في القارتين الآسيوية والإفريقية، خصوصا فيما يتعلق بعدد النجوم وعدد البطولات الخارجية، إلا أننا لم تعتمد على دراسة ميدانية أو دراسة وصفية من خلال الإحصائيات التي تعزز آراءنا أو آراء من كانوا يرون أفضلية الدوري السعودي. مع العلم بوجود معايير لاختيار أفضل 25 دوريا لكرة القدم في العالم، لم يلجأوا للاجتهاد أو الرأي الخاص، بل كانت موضوعية منطقية في معاييرها، وبالتالي كانت مقنعة جدا بنتائجها. فمثلاً هناك معايير ثمان أعلنتها المجلة الرياضية الشهيرة world soccer فكانت: الحضور الجماهيري، والجانب المالي، أي الدخل، ومعدل تسجيل الأهداف، أي عامل الاستمتاع بالمباريات، وعدد المتنافسين على البطولات خلال السنوات العشر الأخيرة، وعدد المدربين الذين حققوا أكبر عدد من البطولات خلال السنوات العشر الأخيرة، حالة أو مستوى الملاعب أو الاستادات الرياضية، وعدد النجوم الذين لعبوا في كأس العالم الأخيرة، وعدد الفرق التي شاركت في بطولات القارة.

وبالنسبة للتحكيم وتقنية الفار كان الهدف من إدخال هذه التكنولوجيا القضاء على الجدال وانتقادات قرارات التحكيم، لكن على عكس المتوقع زاد المناقشة ليس فقط على القرارات، بل وطريقة استخدام الخدمة المساعدة الجديدة.

الإعلام الرياضي

الإعلام الرياضي بكافة أنواعه وخصوصا البرامج الرياضية رأيك في طرحها؟

يشكل الإعلام الرياضي بكافة انواعه وخصوصا البرامج الرياضية عنصرا أساسيا من عناصر أي مجتمع رياضي مهما كانت درجة تطوره، ويعتبر وسيلة وعي ونشر للأحداث والأفكار والتجارب والخبرات في المجال الرياضي، وهذا ما من شأنه أن يساهم في تعزيز الممارسة الرياضية باعتبارها أحد أسباب الرقي والتطور، ويرجع دور الاعلام الرياضي كونه سهل الوصول إلى كل الأفراد وفي أي وقت وفي أي نقطة من الأرض خاصة مع انتشار وسائل الاتصال الحديثة، وتسعى وسائل الاعلام الرياضي بشتى أنواعها سواء كانت مكتوبة أو مسموعة أو مرئية إلى جانب دورها الاعلامي المتمثل في نقل الأخبار والنتائج الرياضية لمختلف البطولات والمنافسات الرياضية المحلية والعالمية، إلى نشر الثقافة الرياضية من خلال البرامج التي تبثها أو المواضيع التي تكتبها.

*هل تفوقت مواقع التواصل الاجتماعي على الإعلام الرياضي؟

-الإشكالية الحقيقية تكمن في المؤسسات الإعلامية التي لا تهتم باختيار المتخصص في مجال الإعلام الرياضي وأن مهنة الإعلام الرياضي في المملكة لا ترضي احياناً طموحات الإعلامي الذي لا يجد من هذه الوظيفة ما يجذب. لابد من تغير سياسات هذه المؤسسات تجاه من يمتهن هذه المهنة ويجب أن يصبح الإعلام الرياضي أقوى وجريء لإظهار الحقائق دون محاباة. كثير من الإعلام الرياضي للأسف لم يلبي الطموح وتوجد بعض التحزبات التي لم تخدم قطاع الإعلام الرياضي ورسالته السامية بالشكل الصحيح، ويجب أن تقدر الآراء والانتقادات البناءة بكل شفافية. ‬

المحترفون الأجانب

*رأيك في تواجد سبعة محترفين أجانب في الدوري السعودي وهل تؤيد استمرار العدد أم تقليصه؟

أتمنى القيام بدراسة ميدانية لقرار الاتحاد السعودي استمرار 7 لاعبين أجانب، فنحن مع أي قرار يتم بعد طرح ومعالجة السلبيات والأخذ وتفعيل الإيجابيات وتطويرها وهذا لا يتم إلا بدراسة ميدانية دقيقة وتقييم للوضع السابق، ومشاركة الجميع في أخذ الرأي وبالذات اللاعبين والمدربين والإداريين والاعلاميين والقطاع الخاص ثم الأخذ بتوصيات ونتائج الدراسة الميدانية.

*هل من أفكار أو مقترحات لتطوير الرياضة الجامعية والرياضة بشكل عام؟

نسعى إلى المساهمة الفاعلة في بناء مجتمع المعرفة وتحسين نوعية الأداء. إن من أساسيات التطوير لأي عمل هو بناء نظام داخلي للجودة، وتطويرها لتكون القوة الدافعة المطلوبة للنجاح وهو ما قامت به الكلية لدفع نظام التعليم بشكل فعال ليحقق أهداف ورسالة الكلية بما يتناسب مع متطلبات العصر واحتياجات المجتمع وسوق العمل، ستعمل الكلية بكل وكالاتها وأقسامها العلمية ووحداتها الإدارية وخبراتها واجتهاد أفرادها لتطبق أعلى معايير الجودة وفقاً لسياسة الجامعة والتي رسمت لنفسها خارطة مستقبلية تضعها على طريق المنافسة الوطنية والإقليمية والعالمية بإذن الله تعالى. كما أن الدور الذي يجب أن تؤديه الجامعات في العصر الحالي لم يعد مقتصراً فقط على تزويد المجتمع بالخريجين بل تعداه إلى اعتماد وتبني شراكات تقود إلى نهضة البلاد، والكلية سعت لعقد العديد من الشراكات المتميزة مع مؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات العامة والعسكرية بهدف دعم وتطوير الرياضة الجامعية والرياضة بشكل عام.

ولدى الكلية أفكار ومقترحات تتوافق مع إطار رؤية المملكة 2030م التي دعمت حضور المرأة وتمكينها في المجال الرياضي في جميع الألعاب والمجالات، وكذلك إعادة هيكلة القطاع الرياضي، وتخصيص برامج ومبادرات واضحة لاستهداف الأنشطة الرياضية، وتلبية احتياجات واهتمامات شرائح المجتمع كافة، وتحقيق طموحات المواهب التي تزخر بها المملكة في الألعاب المختلفة الحركية والذهنية والالكترونية. ويعد رفع مستوى الأندية الاقتصادي وتحسين أوضاعها المالية شعارا وضعته وزارة الرياضة ضمن أولوياتها، وهو تجسيد لما توليه القيادة الحكيمة للقطاع الرياضي والرياضيين.

http://www.alriyadh.com/1827956