أنت هنا

تقرير/ سامي الأثوري-الإعلامية
قال الدكتور محمد صلاح الدين الشريف أستاذ اللسانيات بجامعة منوبة في تونس: اكتشفنا في القرن التاسع عشر أننا لا نعرف كما ينبغي تراثنا الأدبي واللغوي، فبرغم كل الجهود التي قامت بها مؤسسات التعليم التقليدية للمحافظة على هذا التراث فالواقع أن هذه المعرفة كانت محصورة بشدة في بعض الأفراد القليلين في مجتمعات تغلب عليها الأمية.
وانتقد الشريف في ندوة نظمها قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود يوم الخميس الماضي أولئك الذين يطلقون على الإنجاز اللساني العربي القديم مصطلح التراث؛ لأننا بتسميته تراثًا أنهيناه، واقترح مصطلحًا بديلًا عنه هو النظرية النحوية العربية فهي ـ كما قال ـ علمية، بينما تراث ثقافية، وهي ألصق بالفلكلور. مبينًا، في هذا الصدد، أنه في العلم لا يوجد قديم أو حديث والقول إن هناك فرقًا هو خرافة للحداثيين، بل يوجد جملة صادقة أو غير صادقة أو الجملة التي تقبل التجريب والتي لا تقبله وبهذه النظرة ننظر إلى النظرية العربية القديمة.
وأضاف: في تأريخ العرب قمة العلم في الرياضيات، وقمة العلم في الطب، وقمة العلم في الهندسة، وقمة العلم في اللسانيات... إلخ.
ملمحًا في هذا السياق إلى أن العلم سلسلة متصلة من الحلقات، فكما أخذ الإغريق عن المصريين والبابليين أخذنا عنهم، وكل حضارة قامت بواجبها نحو الإنسانية، ولا يمكن أن نزيف التاريخ ونقول: نحن متأخرون.
وأشار الشريف أن من تحدثوا عن التداولية ونقلوها من الغرب قبل مائة سنة لو عادوا إلى التراث لوجدوا كيف تكلم القدماء عن القول والكلام والخطاب، مبينًا في هذا السياق أن العلماء العرب كانوا يدركون الفرق بين اللغة والكلام قبل أن يميز بينهما فرديناند دي سوسير، وأن اللغة واحدة ولكنها تؤدى بألسنة مختلفة، مستشهدًا على ذلك بحديث العرب عن الكلام والكلم والقول.
وميز الشريف بين ما بات يُعرف بالنحو الكلي والنحو الخصوصي، فالنحو الكلي هو المعطيات النحوية التي توجد في كل الألسنة بغض النظر عن أصلها الفطري أو المكتسب، مضيفًا أن الألسنة لها مشترك نحوي والدليل على ذلك أن الترجمة من لسان إلى آخر لم تكن لتحدث لولا وجود قواعد ألسنية عامة، وساق على ذلك عددًا من الأمثلة في هذا السياق، فالعربية مثلًا تربط جملة الصلة بالموصول بضمير ظاهر يقبل الإخفاء، والفرنسية والإنجليزية تربط بينهما بضمير منقطع.
وكان عدد من أساتذة القسم شاركوا بعدد من المداخلات والإضافات التي أثرت الموضوع.