أنت هنا

بارك عميد شؤون الطلاب الاستاذ الدكتور فهد بن حمد القريني للطلبة الخريجين هذا العام ويتمنى لهم التوفيق و السداد في حياتهم العلمية و العملية وذكر أن حفل التخريج السنوي لطلاب الجامعة له أكثر من معنى ، فبقدر فرحتنا بتخريج دفعة جديدة من الطلاب ، وهو من مهام الجامعة الرئيسية في تخريج الكوادر الوطنية المؤهلة ، إلا أن حفل التخريج ينم أيضاً عن عراقة الزمن وتواصل المسيرة لهذه الجامعة الرائدة و هذا الصرح الشامخ  (جامعة الملك سعود) . فبتخريج الدفعة (55) من طلابها تكون الجامعة، التي أنشئت عام (1377هـ)، قد بلغت ستون عاماً من عمرها المديد وهي لم تزل فتية .. تزهر وتثمر .. كشجرة باسقة .. زيتونة خضراء .. كلما طال عمرها كلما طاب ثمارها ، وغزر إنتاجها ، ودنا قطافها..

كما ذكر أن خمسة وخمسون دفعة في ستين عاماً ، تجسِّد معاني التطور والنماء في مملكة الخير التي أسست على التقوى ، مملكة تدين بالإسلام ، وتحكم بالشريعة ، تعبد الإله الواحد الأحد ، تحتضن أطهر البقاع على وجه الأرض ، وتهفو إليها قلوب الملايين من المسلمين.. فحمداً لله على نعمه الجزيلة وآلائه العظيمة . ولا شك أن الثروة الحقيقية للوطن هي السواعد الوطنية المخلصة التي تبني وتعمِّر ، لا التي تهدم وتفجِّر ، هي الأيدي الممدودة بالخير والعطاء والنماء ، لا الأيدي الغادرة الجاحدة بالنعمة المتنكرة للولاء . إن أبناءنا وخريجي جامعتنا يجب أن يكون لهم عهد ، وعهدهم هو أن يكونوا سنداً وحماة لوطننا الغالي ضد كل ما يحيط به من أخطار ومكائد ، و أن يكونوا جنوداً له ضد التطرف والغلو ، يذودون عن الوطن بكل ما يملكون ، ويوظفون ما تعلموه لخدمة دينهم ومليكهم ووطنهم ، هكذا يجب أن يكون عهدهم ، وهو خدمة هذا الوطن ، في أي موقع ، وتحت أي ظرف كان. فهنيئاً للجامعة بتخريج دفعة أخرى من طلابها في مسيرة أزلية نحو تطوير الأوطان وبناء قدرات الإنسان الذي أوكل الله له تعمير الأرض على هدى من الله. ولا شك بأن لعمادة شؤون الطلاب بجامعة الملك سعود، بما تقدمه من أنشطة ورعاية ، دور بارز في تنمية القدرات والمواهب الطلابية وتحريك الطاقات المعطلة واستثمارها فيما يعود بالمصلحة ، مع بناء شخصية طالب الجامعة بناءً متوازناً على أساس من العقيدة الصحيحة والأخلاق الفاضلة وتربية النوازع الخيّرة عنده وتنمية إحساسه بمسئوليته نحو دينه ووطنه .

ونرجو أن نكون ممن جمع بين تقوى الله وتسخير القدرات والإمكانات لحياة كريمة وغدٍ أفضل لبلادنا ولأجيالها اللاحقة ، خاصة وقد منحنا الله سبحانه وتعالى الفرصة في هذه الحياة وفجّر لنا من كنوز الأرض ما يعيننا على هذه المهمة. والله الموفق،،،