عبر المشرف على مركز الملك سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها أ.د عبدالله بن ناصر السبيعي بمناسبة ذكرى اليوم الوطني 87 قائلاً في مثل هذا اليوم من كل عام تحلّ ذكرى يوم الوطن حين نحتفل جميعاً بذكرى غالية مكنونة في قُلوبنا ومُهجنا، لما له من مكانة خاصة في تاريخنا المجيد، يوم أغرّ يتذكر كلّ منّا بكل فخر واعتزاز هذه المناسبة التاريخية المجيدة التي تم فيها جمع الشَّمْل ولم شتات هذا الوطن المعطاء في وحدة غير مسبوقة في تاريخ العالم العربي، مكَّن لهذه البلاد مكانة مرموقة بين الأمم، وهيَّأ لشعبها حياة هنيئة آمنة. مما جعلها أنموذجاً تتطلع كثيراً من الأمم لتحققه.

تفخر الأمم والشعوب بما تُجسِّده من منجزات صُنَّاع التاريخ من أبنائها في مسيرتها التاريخية لتزهو به وتتميز، شاهداً لها على تفوقها وبروزها حين تقارن بين الأمم ذات السَّبق والقدوة في المسيرة البشرية وبناء الحضارات وتقدم الشعوب.

يومنا الوطني من أهم ما ننافس الأمم ونفخر به، لا سيما كونه يوم توحيد يُذكِّر أجيالنا المتعاقبة بقيام هذا الكيان العملاق على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن –طيب الله ثراه- ورجاله الذين أسَّسوا للوطن انطلاقة فريدة تُوِّجت بالمنجزات الحضارية الفريدة والشواهد الكبيرة التي أرست قاعدة متينة لحاضر زاهٍ وغدٍ مشرق في وطن تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء حتى أصبحت له مكانة كبيرة بين الأمم.

نحتفل بهذه الذكرى المجيدة لنستلهم منها الدروس والعبر مما أرسى جذوره وأعلا بنيانه الآباء والأجداد، وأنجزوه بتضحيات جِسام في ظلِّ ظروف صعبة وموارد شحيحة من أجل وضع قواعد هذا البناء الشامخ وتشييد منطلقاته وثوابته مما يُحتم علينا أن نحفظ لهم في الذاكرة هذا السِّجل التاريخي المجيد، وننقل صوراً مضيئة منه على مرِّ السنين لأجيالنا المتعاقبة تخليداً للتجربة وإعزازاً لها، مما يمكنهم أن يقتبسوا منه ما يُنير حاضرهم ويستشرفوا بها ملامح ما يتطلَّعون إليه في غدهم، إدراكاً منهم أن الأمم التي ليس لها ماض مجيد تحافظ عليه وتصونه وتلقِّنه لأجيالها المتعاقبة لن يكون لها مكانة في عالمها