أنت هنا

كتب: على عجلان

حرصاً من كلية العمارة والتخطيط على إطلاع أبنائها الطلاب الخبرة المهنية والتخصصية الشاملة في التصميم المعماري والعمراني، ولأن الهدف الأساسي من عملية التصميم المعماري هو توفير البيئة التي تحتوي كافة احتياجات الإنسان بشكل عملي ومريح، وبالتالي تذليل العقبات أمام مستخدمي المباني وتسهيل الوصول لهم للاستفادة من الأغراض الرئيسية التي أنشئ من أجلها المبنى دون عوائق او استغراق وقت كبير أو بذل جهد عالي، ولأهمية عملية التصميم المعماري لذوي الاحتياجات الخاصة ومراعاة متطلباتهم التصميمة والمعمارية، فقد استضافت الكلية أحد ضيوف المؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل وهو  المعماري والمخطط الأمريكي "كفيف البصر" كريس داوني لتقديم محاضرة عامة يوم الأربعاء 18/7/1439هـ الموافق 4/4/20185مـ، تحدث فيها عن تجربته الشخصية كمهندس معماري أصيب بالعمى بعد تخرجه من مرحلة البكالوريوس وعمله لفترة طويله في أعمال التصميم والتخطيط، وكيف أنه بعزيمته استطاع ان يواصل في مجاله الذي يحبه رغم اعاقته، ومن ثم سخر نفسه وأبحاثه واهتمامه للتصميم المعماري لذوي الاحتياجات الخاصة لاسيما وانه أصبح أحدهم.

وأوضح داوني أن العمارة لا حدود لها مع يقظة بقية الأحاسيس فالمصمم المعماري يستطيع أن يستخدم بقية الحواس كالسمع واللمس في عملية التصميم المعماري، وشرح عن مدى أهمية دمج جميع الحواس في الفن والعمارة قائلا: "إن التركيز والاهتمام لجميع الحواس يمكنه أن يجعل البيئات المحيطة بنا أكثر تحفيزاً ومتعة، كما أنها تقلل من الإرهاق الذي يرافقنا دائماً." وتأكيداً لما يتبناه دواني فقد قام باستعراض مشروع معماري مصمّم خصّيصا للمكفوفين عبارة عن برج تجاري وسكني يتألّف من 35 طابقا ويضمّ شققاً سكنيّة وتجاريّة، ويضم مكاتب للمكفوفين، وقد تمت الموافقة عليه من بلديّة ادمنتون بكندا، موضحاً فكرة المشروع وتفاصيله والأساليب المستخدمة في تكييف المبنى بما يتناسب مع المكفوفين، مبيناً كيفية الوصول والدخول الى المبنى واستخدامه، ومشيراً الى أنه استخدم الروائح لمساعدة المكفوفين في التنقّل داخل ارجاء وأجزاء المبنى، ولجأ إلى لغة برايل للمكفوفين على الأبواب والألوان المتناقضة لمساعدة ذوي البصر المحدود.

واستمر في عرضه لمجموعة من المشاريع المعمارية الفائزة بجوائز العمارة والتصاميم والمسماة بالتصاميم الحسية والتي عمل عليها وكانت موجهةً لذوي الاحتياجات الخاصة.

 ثم اختتم محاضرته بالحديث عن أنظمة وقيود البناء مشدداً على ضرورة أن تعمل الجهات المشرعة لأنظمة البناء على تحديث المعايير والاشتراطات بما يتناسب مع متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة ولا سيما المكفوفين بما يضمن سهولة مزاولتهم العمل وسهولة تنقلهم في المباني والمرافق للمشاركة في بناء المجتمع والعمل دون تمييز وأيضاً تأهيل المباني القائمة لتخدم هذه الشريحة من المجتمع.

 وفي نهاية المحاضرة فُتح باب النقاش بين المحاضر والحضور من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وقد أعرب الجميع عن مدى الاستفادة من المعلومات والمشاريع التي قدمها المحاضر.

وفي هذا الصدد توجه سعادة الدكتور عبد الله الثابت- عميد الكلية- بالشكر لسعادة المهندس كريس داوني على تفضله بالحضور للكلية وإلقائه المحاضرة القيمة وقال سعادته أن مثل هذه المحاضرات التخصصية التي توضح أهمية الأخذ في الاعتبار لشريحة هامة من شرائح المجتمع وهم المكفوفين، تعد إضافة علمية ومهنية هامة لأبنائنا الطلاب والمهندسين لاسيما وأن المملكة – حرسها الله-  جعلت من أولوياتها رعاية تلك الشريحة، وحماية حقوقها.

ونوه في هذا الصدد للجهود الكبيرة التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، رئيس اللجنة الإشرافية العليا للمؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل ، والذي حرص وتابع شخصياً تسهيل زيارة الضيف للكلية والتقاءه بالمختصين فيها من طلاب وأعضاء هيئة التدريس وتبادل الخبرات في مجالات التصميم المعماري للمعاقين بصرياً.

وفي ختام حديثه قدم سعادته الشكر لرئيس وحدة خدمة المجتمع وتطوير الأعمال ورئيس وحدة العلاقات العامة والإعلام لحسن التنظيم والإعداد للمحاضرة وللحضور من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.