تغمد الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بواسع رحمته وغفرانه وأسكنه فسيح جناته، وعزاؤنا تمسك هذه الأمة بدينها القويم فجزاه الله عن الإسلام وعن هذه الأمة والمسلمين خير الجزاء.

إنجازاته وأعماله ستبقى مخلدة في الذاكرة، ومحبة شعبه لهُ باقية في قلوبهم ويعتريها الألم والحسرة لفقده، فلم يكن رحمه الله مجرد قائداً بل كان أباً عطوفاً رحيماً بأمته، وكانت كلمته تنطق بما في قلبه من صدق المشاعر والأحاسيس لشعبه ووطنه، وما لمسه الوطن والمواطنين من تطور كبير في كافة الميادين الاقتصادية والثقافية والتعليمية وانفتاح على العالم الخارجي، وما لمسناه نحن في جامعتنا من تطور متسارع وضخ الميزانيات للجامعات السعودية، وتسارع في افتتاح جامعات حكومية جديدة، ومن دعمه للبحث العلمي، وتشجيعه للعلم والعلماء والباحثين، وفتح باب الابتعاث لمختلف الجامعات العالمية أمام ابنائنا وبناتنا، ودعوته للشفافية والوضوح ومقاومته للفساد والإرهاب.

          عمل رحمه الله على تسريع وتيرة الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع السعودي المحافظ بما لا يتعارض مع الشريعة الاسلامية ووفق منهجها القويم فتح المجل أمام المرأة للعمل، فلم يقتصر عملها على التعليم والصحة وإنما شمل جميع الميادين بما لا يتعارض مع الشرع الحكيم.

وعزاؤنا في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وهو خير خلف لخير سلف أعانهُ الله على توليه الحكم وسدد خطاه ويسر أمره وأعظم أجره عن الإسلام والمسلمين، وشدّ عضدهُ بأخيه ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود فهو الرجل الكفوء.

وإن من النعم العظيمة على هذه البلاد التي تستحق الشكر لله هي انتقال السلطة والحكم بتلك السلاسة والحكمة في المملكة، حيث أمسينا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأصبحنا وولي أمرنا الملك سلمان بن عبدالعزيز دون نزاعات، وما عرف عن الملك سلمان تميزهُ بالذكاء والحنكة والحكمة والخبرة الإدارية الكبيرة والتي سيكون لها الأثر الكبير بمشيئة الله تعالى في رفع مكانة المملكة دولياً وداخلياً، وقيادة المملكة لبر الأمان سائلاً الله العون والتوفيق والسداد.

          وفضل الله على هذه البلاد أن يسر في اختيار ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز فهو خير عضد لخادم الحرمين الشريفين لما يتميز به من قدرات إدارية وسرعة بديهة وتواضع نسأل الله أن يجعله خير عون.

وامتداداً لتوكيد ركائز الحكم والعمل بالمنهج الذي خطهُ المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الملك المؤسس، وجاء بعده أبناؤه البررة والذي أكده المغفور لهُ بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو امتدادات منصب ولي العهد الذي جاء امتداداً لما نهجتهُ هذه الدولة في سلاسة التعيين، فقد جاء تعيين اسم الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية لما يتمتع به من حكمة وعمل دؤوب وإصلاح وأعمال جسام لمس أثرها المواطن، فلله الحمد والمنة، ونسأل الله لهم العون والسداد وأن يحفظهم للإسلام والمسلمين ولشعبهم الوفي المخلص.  

 

وكيل الجامعة للمشاريع  

د. عبدالله بن محمد الصقير