Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

نظمتها وحدة أبحاث الشعريات في قسم اللغة العربية محاضرة بعنوان: فهم ذات الفقد والمحكي اللامكتمل

كتب/ سامي الأثوري (الإعلامية)

نظمت وحدة أبحاث الشعريات بقسم اللغة العربية بكلية آداب جامعة الملك سعود يومنا هذا الثلاثاء محاضرة بعنوان: في فهم ذات الفقد والمحكي اللامكتمل ـ قراءة تأويلية في شعر محمود درويش.

وفي المحاضرة قال د. عبد الغني الباره: إن المحاضرة تنطلق من معطى معرفي هو هيرمونيطيقا الذات أي تأويلية، مقدما بعض المداخل الإجرائية في قراءة الخطاب الشعري عند محمود درويش.

وقال إن هدف المحاضرة هو إثبات مدى قدرة الهيرمونيطيقا على مواكبة تحولات المعرفة النقدية من خلال تقديمها بدائل إجرائية في فهم النصوص وتأويلها بعيدًا عن مغالاة الرؤية النسقية التي أزاحت الذات كما أنها لا تغرق في إقحام السياق الخارجي بعيدًا عن عالم النص؛ فالفهم من منظور هرمونيطيقي هو فهم الذات ذاتها أمام النص وليس خارجه.

وليست الذات إذ ذاك إلا ذات النص تتشكل داخله فهمًا وتأويلًا.

واستند المحاضر على بعض مقولات الهيرمونيطيقا لدى بعض المفكرين غير العرب.

وأضاف الباره: في سؤال من أنا أو من نحن، يطلع إلينا محمود درويش بلاعب النرد:

مَنْ أَنا لأقول لكمْ
ما أَقولُ لكمْ ؟

.....

أَنا لاعب النَرْدِ ،
أَربح حيناً وأَخسر حيناً
أَنا مثلكمْ
أَو أَقلُّ قليلاً ...
وُلدتُ إلي جانب البئرِ

..........

مَنْ أَنا لأقول لكمْ
ما أَقولُ لكمْ

عند باب الكنيسةْ
ولستُ سوى رميةِ النرد
ما بين مُفْتَرِس ٍ وفريسةْ

وعلق الباره على هذا النص لدرويش بأنه لم يكن ينظر إلى القصيدة من منظور أجناسي محض بقدر ما أضحت فضاء كليًّا تتداخل فيه الأجناس وتتعالق؛ لأن همه هو تحويل نصوصه إلى صورة شعرية.

مبيّنًا نظرة بعض الفلاسفة والمفكرين للموت فكل موت هو خاص وفريد فهو الانفصال عن الأنا نفسي عن الأنا نحيا ليتجسد الأنا نموت. وكل موت هو أول يتجدد كل حين فهو كالعشق كما يقول درويش، وعد لا يرد ولا يزول.

وأضاف: وهنا نستأنس بموقف الخطاب القرآني من الموت تعضيدًا لفكرة خصوصية الموت فالقرآن وإن عبر عن الموت بوصفه حدثًا كونيًّا لكن يشير إلى أنه ذاتي يتجدد في كل حين مع كل فقد، مشيرًا إلى الآية الكريمة: "كل نفس ذائقة الموت" فهو مفرد بصيغة الجمع.

وهذا ما يجعل الفقد عند درويش حدثًا يوميًّا تعيشه الذات، يقول:

علّموك أن تحذر الفرح,لأن خيانته قاسية,من أين يأتيك فجأة!

 

تغزوك الأيام بذكرياتٍ لا تشبهك, كنت خارجاً للتو من الخامس عشر من أيار/مايو, وكنت عاجزاً عن الالتصاق بالأشياء التي ابتعدت عن مسام جلدك, وقد مات جدُّك الذي أوصاك بمراقبة الرابية المطلة على مصادر موته,أخوك يحب الخطابة,فوقف على الأطلال ووعد الجنازة القادمة انها ستكون أكثر حظاً من الاولى.لم تبلغ الثلاثين,ولكن محاذاة الموت تعطيك الحكمة,ومن الحكمة الا تبدو عاطفيا في حضرة الآخرين. 

تنتهي مدة الحزن المحددة في تصريح سفر, تنسل من الجنازة الثانية, وتعد أهلك بالعودة لزيارتهم في جنازة قادمة, فهذه هي المناسبة الوحيدة للحصول على إذن بالحركة, ما أشد العلاقة بين الموت والحركة! وكنت خارجا للتو من ذكرى الخامس عشر من أيار/مايو, كنت مسرعاً إلى البيت لا لتسبق الشمس الغاربة, وإنما لتهرب من الأضواء المتفجرة من الشوارع في عيد مصرعك التاسع عشر.

حضر المحاضرة عدد من أساتذة القسم وطلاب الدراسات العليا، وفي نهاية المحاضرة قدم القسم للدكتور البارة درعًا تذكارية.