أنت هنا

كتبته أ. سمية الربيعة :

أُقيمت على أرض جامعة الملك سعود فعاليات ملتقى (تراها أمانة) والذي يحمل رسالة مفادها تعزيز قيم جامعة الملك سعود داخل الجامعة وخارجها وتحويلها إلى سلوك اجتماعي، وتضمّن الملتقى جلستين وثلاث ورش عمل، حيث رأَسَ الجلسة الأولى عميد شئون الطلاب الأستاذ الدكتور/ فهد القريني، وناقشت هذه الجلسة ثلاث من قيم جامعة الملك سعود وهي الجودة والتميز، و العدالة والنزاهة، والحرية الأكاديمية، وجهود الجامعة في تحقيقها، وكانت الجلسة الثانية برئاسة الدكتورة/ شروق بنت علي الخليفة الأستاذ المساعد بقسم تقنية المعلومات بكلية علوم الحاسب والمعلومات ووكيلة عمادة تطوير المهارات بالجامعة، وتم في هذه الجلسة مناقشة ثلاث قيم أخرى من قيم جامعة الملك سعود ومدى سعي الجامعة في العمل بها وتنميتها وهي القيادة والعمل بروح الفريق، والتعليم المستمر، والشفافية والمساءلة.

قادت الحديث في محور التعليم المستمر الدكتورة / عهود بنت عبدالله الفارس الأستاذ المساعد بقسم تقنية المعلومات بكلية علوم الحاسب والمعلومات ووكيلة عمادة التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد، حيث وضحتْ أن مفهوم التعليم المستمر يعني استخدام فرص التعلم الرسمية وغير الرسمية طوال حياة الناس من أجل تعزيز التطوير والتحسين المستمر للمعارف والمهارات اللازمة للعمل وتحقيق الذات، وأشارت إلى أنه ليس مفهوماً جديداً بل هو أساس تطور الإنسان حيث قال الله تعالى في أول آية أُنزلت من القرآن الكريم : " اقرأ باسم ربك الذي خلق "، وأيضاً جاء في الأثر :" اطلبوا العلم من المهد  إلى اللحد "، وأوضحت الدكتورة بأن جميع الحضارات والشعوب متفقة على أهميته وفعاليته.

وأشارت الدكتورة عهود بأن أهداف التعليم المستمر متجددة وأن الهدف الأسمى منه هو خدمة المجتمع وتطويره، والتوفيق بين القديم والحديث، ونشر الوعي حول القضايا الداخلية والخارجية. كما بينت أن هناك خصائص للتعليم المستمر وهي : التكامل، والكلية والشمولية، وتحقيق الذات، والمرونة، والديموقراطية. كما استعرضت عدد من مصادر التعليم المستمر وهي: القراءة والاطلاع، التعليم العام بالمدارس، الإنترنت، الخبرة وتجارب الحياة اليومية، المكتبات الرقمية، التعليم الالكتروني.

وقد ركزت بشكل كبير على التعريف بدور التعليم الالكتروني كمصدر من مصادر التعلم وذلك نشأ عن تطور الانترنت وظهور تقنيات الويب ٢، ومن هنا أحدث التعلم الالكتروني ثورة في تطوير وتحقيق التعلم المستمر، ومن الأساليب التي يستخدمها التعليم الالكتروني في ذلك : الأدوات الكبيرة التي ظهرت مع ظهور شبكات التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب الذي بمجرد البحث فيه عن شيء معين يظهر للمستخدم عدد من مقاطع الفيديو التي تشرح الشيء المبحوث عنه، كما استعرضت عدد من الأدوات الأخرى ودورها في تحقيق التعلم، أيضاً حلقات النقاش الالكترونية مع عدد من الناس حول العالم و الجامعات الالكترونية تمثلان أحد أساليب التعلم الالكتروني في تحقيق التعلم المستمر، كما تحدثت بإسهاب عن أحد الأساليب والذي يعد مهماً في ذلك وهو استخدام المنصات الالكترونية المفتوحة MOOCs حيث أن فكرتها وجود عدد كبير من المتعلمين يتعلمون بشكل مفتوح إلكترونياً، واستعرضت أمثلة من المنصات الالكترونية المفتوحة مثل :  Coursera  و udemy وغيرها، وبينّت الدكتورة عهود أن هذه المنصات قد تكون باتفاقيات بين أصحاب المنصات وجامعات عالمية مرموقة أو أعضاء هيئة التدريس بحيث يضيف عضو هيئة التدريس مقرراته ليستفاد منها الكترونياً. واستعرضت إحصائيات ايجابية حول فائدة المنصات الالكترونية المفتوحة ودوافع الناس لاستخدامها حيث كانت هناك دوافع مختلفة منها المعرفة، حصول مهارات محددة لإنجاز الأعمال، الحصول على وظيفة معينة، كما استعرضت ايجابيات وسلبيات المنصات الالكترونية المفتوحة، حيث كانت من أهم الايجابيات تحقيق المعرفة والتنوع وأنها متاحة للجميع، ومن أهم سلبياتها أنها لا تحتسب، وقلة التدريب العملي، وقلة نسبة المعلمين للطلاب حيث قد تكون معلم واحد لمائة ألف طالب، ونسبة التسرب تصل لـ 90%، كما استعرضت إحصائية لطبيعة المواد والفئات العمرية وتصنيف الناس من حيث الدرجة العلمية ومن حيث ما إذا كان المتعلم موظفاً أم لا للأشخاص الذين يستخدمون المنصات الالكترونية المفتوحة، وأشارت إلى أنه وفقاً لبعض الإحصائيات غالبية مستخدمي المنصات الالكترونية المفتوحة جادّين، كما أشارت إلى أن هناك عدد من المنصات العربية المفتوحة مثل إدراك و رواق، وكما وجدت من خلال بحثها أن هناك عدد من أعضاء هيئة التدريس من جامعة الملك سعود يشاركون في مثل هذه المنصات.

واستعرضت د. عهود مبادرات جامعة الملك سعود في تنمية وتطوير التعليم المستمر سواءً لمنسوبيها وأيضاً لمن هم خارج الجامعة وذلك عن طريق  جهود عمادة تطوير المهارات، وبرامج كلية خدمة المجتمع، وعمادة شئون الطلاب، وعمادة شئون المكتبات، وعمادة التعلم الالكتروني والتعليم عن بعد حيث أتاحت العمادة تقنيات في ذلك وساعدت أعضاء هيئة التدريس في استخدامها.

وأشارت إلى أن هناك سبع مهارات للتعلم المستمر للقرن الواحد والعشرين وهي:التفكير النقدي، والإبداع، والتعاون، وفهم ومعرفة الثقافات والحضارات المختلفة، ومهارات التواصل الفعال، ومهارات استخدام التقنية، والاعتماد على الذات وصياغة المفهوم المهني.

كما بينت أن منظمة اليونسكو وضعت توصيات للجامعات لتنمية مفهوم التعلم المستمر من بينها: الاهتمام باحتياجات المجتمع في تطوير التعليم العالي، إعادة النظر في طريقة التعلم بالجامعات، والابتكار في التعليم، ومراعاة احتياجات سوق العمل في العملية التعليمية.

وفي نهاية الحديث عن محور التعليم المستمر أوصت الدكتورة عهود بعدة وصايا ليكون الفرد متعلماً ناجحاً منها: وضع أهداف تعليمية على الأقل ٣ أهداف سنوياً، الاستفادة من خبرات الآخرين والاندماج مع المجتمع، إعداد الجيل ليواكب التغييرات وتنشئته وفقاً لمفهوم التعلم المستمر.

واختتمت الجلسة د. شروق بنقاش طُرِح فيه عدد من الأسئلة من قبل الجمهور وقد تم التجاوب معها من قبل المتحدثين.

وحضرت الملتقى عدد من عضوات هيئة التدريس بقسم تقنية المعلومات بكلية علوم الحاسب والمعلومات وعلى رأسهن د. هند الخليفة وكيلة كلية علوم الحاسب والمعلومات و د. ناديا الغريميل نائبة عميدة أقسام العلوم والدراسات الطبية و د. مها اليحيى رئيسة قسم تقنية المعلومات ود. منى الرزقان وكيلة قسم تقنية المعلومات.