أنت هنا

لقد وضعت الجامعة والعديد من الجهات بها خططا استراتيجية سعت فيها لتحقيق التميز.. وكانت الرائدة بين جامعات المملكة في ذلك... لكن نجاح التخطيط ينبغي أن يتبعه نجاح مساو في التطبيق.. وأذكر أن أول سؤال سئلته من ضيفة من خارج الجامعة -عندما كنا في ورشة عمل الحراك التطويري لخطة الجامعة الاستراتيجة – كان عن الفنيات التي نتبعها في التطبيق لنضمن الوصول للنتائج...

وعلى صعيد آخر.. عندما ننظر للكليات والعمادات المختلفة بالجامعة نجد أن النجاح المدوي الذي صنعه البعض أثناء التخطيط لم يصحبه صدى مساو له في مجال التطبيق....وهذا يدفعنا للتركيز على التحدي الذي يواجهنا حاليا وهو التطبيق... فالتنفيذ لا يحدث من حاله بل يخطط له ،حيث إن التطبيق قد يذهب بعيدا عن الخطة ... او قد لا يحدث أصلا..

ولقد ركزت كثير من الدراسات في الماضي على وضع الاستراتيجيات واستخدام العديد من الفنيات التي لا تعتمد على التطبيق..أما اليوم فإن التركيز بات يهتم بالتطبيق بشكل كبير. فإدارة الاستراتيجية هي عملية تتكون من وضع الخطة والتطبيق والتقييم، وهناك مشكلات قد تواجهنا في كل خطوة منها. وتعتبر القرارات الاستراتيجية هي أهم القرارات على المستويات العليا للمنظمة ويشمل تأثيرها جميع جوانب المنظمة وقد أوضحت الأبحاث أن أغلب المنظمات تفشل في تطبيق 70% من مبادراتها الاستراتيجية. وأصبح تطبيق الخطةمن أهم التحديات لمن يدير الخطة الاستراتيجية وصناع القرار .

 

وهناك دراسات حديثة عن اسباب فشل تطبيق الخطط الاستراتيجية ويمكن تصنيفها كما يلي:

 

أولا: عوامل تتعلق بالسياق والبيئة الخارجية والداخلية لتطبيق الاستراتيجية

- المشكلات غير المتوقعة وعدم التاكد من بيئة الجهة وخلفياتها

- عدم التطابق بين العمليات وأنظمة العمل بها وابعاد المنظمة مع الاستراتيجية

- تضارب قيم وثقافة الموظفين مع الاستراتيجية المطلوب تطبيقها 

ثانيا: عوامل متعلقة بالمحتوى وكيفية تطوير الاستراتيجية

- عدم وضوح الاستراتيجية أو عدم تحديد أهدافها بشكل جيد

- تعدد الاولويات والاهداف وتضاربها لدى الوحدات

- ضعف الدعم من الادارة العليا بشكل كافي

- ضعف التزام صانعي القرارات بتطبيق الاستراتيجية

- عدم تحديد محكات تقييم نجاح القرارات الاستراتيجية او عدم وضوحها

 

ثالثا: عوامل تتعلق بالتشغيل

- محدودية التمويل والمصادر البشرية وعدم كفايتها

- ضعف فريق القيادة من المدراء في اي مستوى وسوء ادارة الخطة وعدم وجود المحاسبية

- عدم مناسبة التخطيط التشغيلي وعدم تحديد الانشطة بتفاصيل واضحة

- التواصل الضعيف وغير المناسب للمعلومات والمعرفة بين الوحدات

 

رابعا: عوامل تتعلق بالهيكلية

- ضعف وعدم كفاءة التنسيق للأنشطة على المستوى التنفيذي

- عدم كفاءة الموظفين المنفذين وضعف مهاراتهم

- عدم الاهتمام بهيكلية الخطة واستخدام هيكلية تنظيمية مجانبة وغير داعمة للاستراتيجية

 

ومن ذلك نخلص إلى أنه من المهم تجنب عوامل الفشل في التطبيق لنبعد شبحه. ومن المهم وضع خطط للتنفيذ التكتيكي (التفصيلي على مستوى المبادرات) لتحقيق أهداف الخطط الاستراتيجية، ونظام للمساءلة للرئيس والفرق عن تحقيق الاستراتيجة.. فتفاصيل التطبيق لا تقل اهمية عن الاستراتيجية.

       د.إقبال زين العابدين درندري

  وكيلة عمادة التطوير