أنت هنا

القادة التعاونيون .. وأكتاف العمالقة

مقال بقلم:  د.إقبال زين العابدين درندري. وكيلة عمادة التطوير

 

إن أول ما تهتم به المنظمات التي تستهدف التميز هو اختيار القيادات المناسبة قبل أي شيء. وتحرص على وضع القيادات التعاونية بشكل خاص، حيث تكون أقدر من غيرها على إحداث التطوير وتحقيق التميز ومن خلال بيئة تعاونية مثمرة تتسم بالرؤية الموحدة والتواصل الجيد وبالثقة المتبادلة وقلة النزاعات.  والقيادة التعاونية  (Collaborative Leadership ) هي الإدارة الماهرة للعلاقات التي تمكِّن الآخرين من النجاح بشكل فردي، مع تحقيق نتيجة جماعية في نفس الوقت.
 
ومن خلال هذا النوع من الإدارة يكون الأفراد ملتزمين بتحقيق غاية موحدة؛ حيث يكون لدى القائد التعاوني القدرة على تقوية العلاقات مع الآخرين واستدامتها بطريقة تؤثر على الأفراد والمنظمة، ولديه القدرة على اكتشاف الاهتمامات الخاصة المشتركة لدى الأشخاص المختلفين والمحافظة عليها، وتوظيفها بشكل يحقق الأهداف الفردية والجماعية.
 

ومن أهم الصفات والمهارات التي يتسم بها القائد التعاوني هي المعرفة بكيفية إدارة العلاقات وفرق العمل بشكل فعال، وكيفية تفعيل التفكير المنظمي، وعمليات إدارة التغيير، والتواصل، والتعامل معأنماط القيادات. كما أن لديه الرغبة الحقيقية في التميز، وفي صنع الفهم المشترك، والميل نحو الحلول التي تعود بالنفع على الجميع، وتحمل المسؤولية، وحسن الاستماع؛ كما أن القائد التعاوني يتصف بالثقة والنزاهة، ويتمتع باستعداده لخوض المخاطر، ولديه حماس لما يعتقد به، ومتفائل بالمستقبل، وقادر على مشاركة الآخرين في المعرفة، والسلطة، والاعتراف بمساهماتهم.

           

ويلاحظ أن فرق العمل التي تدار بأسلوب القيادة التعاونية تركز على أهداف محددة، وتحافظ على سعيها للنجاح، وتقل فيها التوجهات الفردية،وهي تشجع على النجاح وتعمل على تفادي ما يؤدي للفشل، وتشجع أفرادها الذين يسهمون في تحقيق أهدافها الأساسية، وتعضد بعضها بعضا، وعلى النقيض من ذلك، فإن فرق العمل التي تدار بأساليب الإدارة الفردية لا تعمل بشكل تعاوني وتفشل غالبا في تحقيق أهدافها، وتفقد تركيزها واحترامها، وتخسر الجيدين من الأفراد الذين يعملون معها، وهي تشجع سلوكيات واتجاهات خدمة الذات.

 

وقد قال العالم إسحاق نيوتن "إذا كنت قد رأيت أبعد...فذلك لأني قد وقفت على أكتاف العمالقة"