Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الاتصال الاستراتيجي والدور المأمول لتنفيذ الخطط الاستراتيجية للمؤسسات

تتبنى المؤسسات الطامحة للتميز خطط استراتيجية ترسم من خلالها مستقبلها وطموحاتها التي تسعى إلى تحقيقها عبر عدد من الأهداف الاستراتيجية المحددة، وتحتفي كثير من المؤسسات بهذا الإنجاز وكأن وجود خطة استراتيجية هو كلمة السر في تحقيق الطموحات المرجوة، وسريعاً ما تدرك أن وجود خطة استراتيجية ما هو إلى بداية طريق طويل يتطلب جهد كبير خاصة في عمليات التنفيذ ومتابعة مؤشرات الأداء، ويكون السؤال الأساس الذي يعقب إعداد  الخطة الاستراتيجية هو كيف نبدأ التنفيذ؟ وكيف نضمن دعم الجهات المعنية والمستهدفة من الخطة الاستراتيجية؟ وكيف نحدد جهات التأثير والجهات الداعمة والمانحة؟ وتنتبه بعض هذه المؤسسات إلى أهمية الاتصال الاستراتيجي لدعم الخطة الاستراتيجية، ولكن هذا الانتباه لا ينتج عنه بالضرورة اتخاذ الاجراءات السليمة، فتظن بعض الإدارات المسؤولة عن تنفيذ الخطة الاستراتيجية أن الاتصال الاستراتيجي هو مجرد القيام بعدد من الحملات التوعوية والإعلامية خلال فترة زمنية، وهذا تصور خاطئ، لأن تعاون الجهات المعنية والمستهدفة سوف ينطفئ تدريجياً بعد انتهاء هذه الحملات كما أن هذه الحملات لا تتضمن بناء استراتيجيات اتصالية مستمرة عبر قنوات اتصال محددة ووسائل تختلف بحسب نوع الرسالة والانتشار والتأثير المطلوب وهذه المؤسسات سواء كانت حكومية أو أهلية تفقد كثيراً من المكاسب التي كان يمكن أن تحققها لو أدركت إدراكاً صحيحاً لدور الاتصال الاستراتيجي وآلية توظيفه لدعم الخطة الاستراتيجية ومخرجاتها البشرية أو المادية.

وعلى النقيض تحرص بعض الإدارات التنفيذية إلى بناء خطة اتصال استراتيجي وتعمل على تنفيذها، وهذه المؤسسات تحصد مكاسب عديدة على المدى القريب والبعيد، فعلى المدى القريب يتم بناء وتفعيل قنوات اتصال مع كافة الجهات المعنية والمستهدفة، ودعم كافة المشروعات التطويرية التي تعمل المؤسسات على تنفيذها لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، وزيادة وعي الجهات المعنية والمستهدفة بالخطة الاستراتيجية وأهدافها والدور المطلوب القيام به لدعم عمليات التنفيذ، اضافة إلى توفير البيانات والمعلومات المطلوبة، وتوثيق ونشر الإنجازات التي تتحقق.

وعلى المدى البعيد تصب كافة الجهود الاتصالية في نهر سمعة المؤسسة وسمعة مخرجاتها البشرية والمادية فيزداد الدعم المجتمعي والرسمي لهذه الخطة وأهمية الاستفادة من مخرجاتها لتطوير مؤسسات المجتمع ، مما يجعل مخرجات هذه الخطة داعم قوي لتطوير المجتمع ومؤسساته.

 

 لذا يرى الخبراء أن الاتصال الاستراتيجي هو أحد العمليات الضرورية لنجاح واستمرار آية مؤسسة

( حكومية أو أهلية) في تنفيذ خطتها الاستراتيجية، ويعد الفهم الصحيح لدور الاتصال الاستراتيجي وتأثيره على نجاح عمليات تنفيذ الخطة الاستراتيجية انطلاقة قوية لزيادة نجاح المؤسسات في تحقيق أهدافها وطموحاتها المستقبلية.

 

 

د. طه عمر

برنامج الاتصال بالخطة الاستراتيجية

tomar@ksu.edu.sa