أنت هنا

رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مساء اليوم حفل تخريج الدفعة (54) من طلاب جامعة الملك سعود بحضور معالي وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيل ، وذلك بصالة الرئاسة العامة لرعاية الشباب (الصالة الخضراء) في الرياض.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله الحفل معالي مدير الجامعة الدكتور بدران بن عبدالرحمن العُمَر ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات.
وبعد أن أخذ سموه مكانه في الحفل بدأت مسيرة الخريجين.
وبدأ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بآي من القرآن الكريم ، ثم ألقى معالي مدير الجامعة كلمة رحب فيها بسمو أمير منطقة الرياض والحضور ، وقال : يسعدني يا صاحبَ السموِّ أن أرحبَ بكم أصدقَ ترحيبٍ وأنتم تشرفونَ حفلَ الجامعةِ هذا لمشاركةِ أبنائكم الطلابِ من الدفعةِ الرابعةِ والخمسينَ فرحةَ تخرجهم, ولتجسدوا بهذا الحضورِ قربَكم من أبنائِكم الطلاب، وحرصَكم على دعمِهِم وتشجيعِهِم, فلكم من الجامعةِ ومنسوبيها كافة, والخريجينَ وأولياءَ أمورِهِم، كلُّ الشكرِ والتقدير.
وأشار إلى أن جامعةُ الملكِ سعود طوَّرتْ عدداً من برامجها وإجراءاتها، مسترشدةً في ذلك بأنجحِ التجاربِ العالمية, فجعلتْ الطالبَ مشاركاً في عمليةِ التعلُّم, وصياغةِ القرار, وإنتاجِ الأفكار, ونشرِ البحوثِ العلمية, وصناعةِ الابتكار, وريادةِ الأعمال، وغيَّرتْ نظرتَه إلى نفسِه, ونبّهتْه إلى الدورِ المنتظرِ منه, وحدودِ المساحةِ الشاغرةِ له في داخلِ وطنِهِ ليملأَها بالعملِ والإرادةِ والبناء. لقد غيَّرتْ الجامعةُ الطالبَ ليتغيرَ المجتمع, وتحرياً للدقةِ أقول: إن الجامعةَ لم تطوِّرْ الطالبَ فحسب، بل أعادتْ إنتاجَه، إدراكاً منها لتغيُّرِ العصر, وتعقُّد مطالبِهِ, وحاجةِ نهضتِهِ إلى أعضاءَ جددٍ مزودينَ بمهاراتٍ عصرية. وكلُّ ذلك إنما فعلتْه الجامعةُ امتثالاً لدورِها في خدمةِ منطقةِ الرياضِ والوطنِ كلِّهِ، وستظلُّ الجامعةُ حليفاً لإمارةِ منطقةِ الرياضِ في كلِّ الشؤونِ الهادفةِ إلى نهضةِ البلاد، تفعيلاً لرسالتِها الوطنية, ودورِها المنتظرِ في صناعةِ التغيير.
وخاطب معاليه الخريجين مهنئًا إياهم بالتخرج ، وسأل الله العلي القدير لهم التوفيقَ والفلاح، وقال : أنتم يا معشرَ الشبابِ جيلُ الوطنِ الجديد, وسواعدُهُ المدرَّبة, وهذا وطنُكُم أنتم, لن يخُلصَ له غيرُكُم, فأروا أولياءَ الأمرِ من أنفسِكم خيراً, واكشِفُوا عن مستوى ما لديكم من التأهيلِ والإبداع, وتأكدوا أن قيمةَ الواحدِ منكم ليستْ في شهادةِ تخرجِهِ, بل في قدرتِهِ على تفعيلِ هذه الشهادة، وإحداثِ التغيير هذا هو التحدي, وبه يعلو شأنُكم, أما مَن يعتقدُ أن النجاحَ هو في الحصولِ على الوظيفةِ فقط, فعليه أنْ يسألَ نفسَه: كم عددُ الموظفينَ في الوطن؟ وكم عددُ الأسماءِ البارزةِ منهم؟ كنْ أحدَ هذه الأسماءَ إذا أردتَ لنفسِك حياةً تستحقُّ أنْ تُعاش.
وتوجه في ختام كلمته بالشكرِ والدعاءِ لقائدِ المسيرة، خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمانَ بنِ عبدِالعزيزِ آل سعود - حفظُهُ الله -, سائلاً اللهَ أن يباركَ له في عمرِهِ وعملِه, ويديمَ عونَه وتأييدَه, ويعينَه بسمو وليِّ عهدِهِ الأمين ،وسمو وليِّ وليِّ العهدِ - حفظهما الله - ، موصلا الشكر لسمو أمير منطقة الرياض على رعايةِ هذا الحفلِ , امتداداً لحرصِ سموه على نهضةِ قطاعِ التعليمِ وتطوّرِه، وكل من عملَ لهذا الحفلِ في الإعدادِ والتنظيم, سائلاً اللهَ أنْ يوفقَ الخريجين, ويجعلَ لهم أثراً في الحياة, ويرزُقَهم قوةَ الإرادةِ وجرأةَ الأمل.