مفتي عام المملكة يفتتح فعاليات المرحلة الثانية من " مشروع الأمن الشامل... شراكة وتكامل"
افتتح سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ فعاليات المرحلة الثانية من "مشروع الأمن الشامل .. شراكة وتكامل" الذي ينظمة كرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة بجامعة الملك سعود بالتعاون مع مركز المحتسب للاستشارات صباح أمس بجامعة الملك سعود بحضور وكيل جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله السلمان ووكيل جامعة الملك سعود للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور أحمد العامري وعدد من أصحاب السمو والمعالي والفضيلة المشايخ وكبار مسؤولي القطاعات الأمنية. واكد سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيسِ هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن تطبيق أحكام الشريعة الإسلاميّة يحقّق بإذن الله تعالى الأمن والاستقرار للمجتمعات، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها قد منّ الله عليها بالأمن والطمأنينة والاستقرار بفضل الله تعالى ثم بفضل تطبيق ولاة الأمر لأحكام الشريعة وقال سماحة مفتي عام المملكة : قد من الله على هذه البلاد المباركة أن جعلها في أمن واستقرار، والبعض من حولنا يعيش في قلق وانقسام لأنها بفضل الله تعالى تُطبق أحكام الشريعة، وقال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا) مبينًا سماحته أن الإيمان والعمل الصالح وعبادة الله من أسباب الأمن والاستقرار، أما الضلالة فمن أسباب النزاع والشيطان. وأضاف : الكل راع ومسؤول عن الأمانة التي أوكلت إليه، ويجب العمل على تأدية الأمانة على أكمل وجه والتعاون على ذلك لأنه من أسباب تحقيق الأمن في المجتمع، كما يجب صيانة العقل وحفظه، ومن يُفسد عقله يجب أن يردع عن ظلمه وعدوانه على نفسه. وتابع سماحته : من يتدبر كتاب الله وسنة نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم يرى فيهما الكثير من أسباب الأمن قال تعالى (الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ)، وفي آية أخرى يقول تعالى ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَات) وقد قُدّم الأمن على الرزق في هذه الآية لأنه بوجود الأمن يُمكن الحصول على الرزق وتتحرك الناس في الأرض، وإذا انعدم تعطل الإنتاج والسعي. وشدّد سماحة مفتي عام المملكة على أهمية تطبيق حدود الله لصيانة وحفظ أفراد المجتمع من الشرور، وليأمن الناس في بيوتهم، وأموالهم، وأسواقهم، مفيدًا أن حفظ الأموال والأعراض والعقول من أسباب الثبات والأمن في المجتمع - بإذن الله -. وذكر المشرف على كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحسبة والدراسات المعاصرة وتطبيقاتها الدكتور سليمان العيد أن الندوة تأتي في وقت تشتد الحاجة فيه إلى استشعار المسؤولية الأمنية والسعي إلى الشراكة والتكامل لتحقيق الأمن الشامل، وتعزيز الخوف من الله قبل الخوف من الناس، فقد وصل الحال ببعضهم قتل أقرب الناس إليه وأحبهم له، من أم أو أب أو ابن أو أخ أو قريب.
وأكد الدكتور سليمان أن الأمن ضرورة لا يستغني عنها إنسان أيا كان جنسه ودينه، فبدون الأمن لا يسلتذ بطعام، ولا يهنأ بنوم، وبدون الأمن لا تستقيم الحياة ولا تنموا عجلة التقدم والازدهار، وقد عدَّ النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - الأمنَ من أجلِّ النِّعَمِ بقوله: "مَن أصبَحَ آمِنًا في سِربِه، مُعافًى في جَسَدِه، عندَه طعامُ يَومِه، فكأنما حِيزَتْ له الدُّنيا" قيِل لأحد الحكماء: أين تجدُ السُّرور؟ قال: في الأمن؛ فإنِّي وجدت الخائف لا عَيْشَ له. وأبان الدكتور سليمان العيد أن أمن البلد ليس مسؤولية جهة بعينها بل هي مسؤولية الجميع أفراداً وإدارات، وحين يستشعر كل فرد أو جهة تلك المسؤولية الأمنية، ويكون الدافع للقيام بها هو احتساب الأجر من الله سبحانه وتعالى متعبداً لله بفعله، يكون العمل أنفع، والثمرة أكبر.
وأوضح الدكتور سليمان العيد أن هذه الندوة (ندوة الأمن الشامل – شرا كة وتكامل ) والتي تهدف إلى تعزيز مفهوم الأمن الشامل في النفوس وتأكيد أهمية الشراكة والتكامل بين الجهات المعنية بحفظ الأمن في هذه البلاد، من قطاعات أمنية أو احتسابية أو رقابية ونحوها، من أجل تحقيق الأمن الشامل لهذه البلاد وساكنيها من مواطنين ومقيمين. وبدوره، ذكر وكيل جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله السلمان إننا نفخر اليوم بوجود ثلة من رجال الأمن والرقابة والاحتساب بيننا في هذه الندوة المباركة، وشكر الله لهم استجابتهم ومشاركتهم، فمشاركة هذه القطاعات المختلفة مع الجامعة في هذه الموضوع المهم هو أنموذج من نماذج الشراكة التي تؤدي إلى التكامل والنجاح في العمل وتحقيق المطلوب. وأضاف"إن التعاون والشراكة في تحقيق الأمن الشامل مطلب اجتماعي لمصلحة الوطن والمواطن، وهو من أوجه البر والتقوى التي يجب الحرص عليها والتعاون في شأنها، ولاسيما أنه لا تستقر الحياة ولا تستقيم الأمور ولا يهنأ بالناس بعيشهم إذا فُقد الأمن" . وأكد الدكتور السلمان أن من واجب جامعة الملك سعود أن تقدم كل ما تستطيع في مجال اختصاصنا لتحقيق الأمن الشامل لهذه البلاد وأهلها، ومما تقدمه الجامعة في هذا المجال أنها تمد القطاعات الأمنية بالكوادر العلمية والفنية والإدارية، ولديها كراسي البحث ومراكز البحوث والمتخصصون في مجالات عدة لتقديم الدراسات والبحوث والاستشارات التي تخدم القطاع الأمني بمفهومه الشامل. من جانبه، أكد المشرف العام على مركز المحتسب للاستشارات الدكتور عبدالله الوطبان أن الحفاظ على نعمة الأمن والإيمان واجب شرعي على الجميع وواجب على الجهات الرسمية وواجب على كل فرد مسلم وإن من أسباب الحفاظ على هاتين النعمتين: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله. وذكر الدكتور الوطبان أن المفهوم الشامل للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الحسبة يعني إزالة المخالفات والمنكرات التي تقع في كل ما يخل بالضرورات الخمس، وإن كل الوزارات والهيئات والأجهزة التي تقوم بأعمال الرقابة والضبط وإزالة المخالفات، وهي في حقيقة الأمر تقوم بدورها في الاحتساب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكل منسوبيها إذا أخلصوا النية لله جل وعلا، وتعبدوا لله عز وجل بأداء أعمالهم المنوطة بهم، فأنهم يكونون محتسبين وآمرين بالمعروف وناهين عن المنكر، وهم بأداء أعمالهم يساهمون في تحقيق الأمن الشامل للفرد والمجتمع والدولة. وأوضح الدكتور الوطبان أنه إدركاً منا في مركز المحتسب للاستشارات لأهمية تحقيق الأمن الشامل وتقديراً لجهود كافة الأجهزة المعنية بتحقيقه وحرصاً على تحقيق التكامل فيما بينها ورغبة منا في مشاركة المجتمع ودعمه لهذه الجهات وتعاونه معها فقد أطلقنا قبل ثلاث سنوات المرحلة الأولى من مشروع الأمن الشامل شراكة وتكامل بإشراف الجمعية العلمية السعودية للحسبة التابعة لجامعة أم القرى واليوم نعلن أن في هذه الندوة إطلاق المرحلة الثانية وهي مرحلة تنفيذ برامج المشروع العملية على مدى سنتين مقبلتين وذلك بالتعاون مع أخوننا في الأجهزة المعنية وبإشراف كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة في جامعة الملك سعود، وهي المرحلة التي تمثل ثمر المشروع والتي نأمل أن تؤتي أكلها عقب اختتام حفل الافتتاح توجه وكيل جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله السلمان وضيوف الندوة إلى بهو الجامعة لتدشين المعرض المصاحب الذي يحتوي على أركان عدد من الجهات الحكومية والمكاتب الدعوية المشاركة في فعاليات الندوة. ثم بدأت الجلسة الأولى للندوة التي شارك فيها معالي عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد، بورقة عمل بعنوان (دور الجهات الحكومية في تعزيز الأمن الفكري ومواجهة الغلو)، ومعالي عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي الشيخ عبد الله بن محمد المطلق بورقة حول (التعبد بالفعل وأثره على الموظف في الجهات الاحتسابية)، ومدير إدارة التوجيه الفكري والمعنوي بالأمن العام اللواء علي بن مشبب القحطاني شارك في الندوة الجهات التالية : الأمن العام ، الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) ، مكافحة المخدرات، إضافة إلى قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك سعود، في حين سيشارك في المعرض المصاحب : الجمارك، الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الجمعية السعودية للحسبة، ومكتب دعوة الجاليات بالروضة، ومكتب دعوة الجاليات بالربوة.