مدير جامعة الملك سعود يرعى افتتاح الملتقى السنوي الثالث للتدريس الجامعي
نيابة عن معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر افتتح وكيل الجامعة للتخطيط والتطوير أ.د. يوسف بن عبده بن عبدالله عسيري الملتقى السنوي الثالث للتدريس الجامعي والذي تنظمه عمادة تطوير المهارات في الجامعة خلال الفترة من 26 - 29 جمادى الآخرة 1437 هـ، تحت شعار "التعلم النشط لتحسين مخرجات التعلم".
وبين العسيري خلال كلمته أن الملتقى يأتي إنطلاقاً من رسالة جامعة الملك سعود المتمثلة في تقديم تعليم مميز، وإنتاج بحوث إبداعية تخدم المجتمع وتُسهم في بناء اقتصاد المعرفة، من خلال إيجاد بيئة محفزة للتعلم والإبداع الفكري، والتوظيف الأمثل للتقنية، والشراكة المحلية والعالمية الفاعلة وبين أن التدريس الجامعي الفعال يمثل أولوية لدى الجامعة حيث يمثل مهمة أساسية ونشاط أكاديمي محوري يتطلب مهارات خاصة ينبغي توفرها لدى الأستاذ الجامعي، بالإضافة إلى المهارات التواصلية والبين شخصية، وشدد على أنه يجب على الأساتذة الجامعيين أن يمتلكوا معرفة وفهماً عميقين لمدى واسع من أساليب التدريس والتقويم ومبادئ التعلم، الأمر الذي سيساعدهم في إثارة دافعية الطلبة للتعلم بطرق تحدث تأثيراً جوهرياً ودائماً وإيجابياً على الطريقة التي يفكرون ويتصرفون ويشعرون بها.
مبينا خلال كلمته أن التدريس الفعال هو ذلك النمط من التدريس الذى يفعِّل من دور الطالب فى التعلم فلا يكون الطالب فيه مجرد متلقي للمعلومات بل يصبح مشاركاً وباحثاً وناقداً؛ حيث يعتمد على النشاط الذاتي والمشاركة الإيجابية للطالب والتي من خلالها قد يقوم بالبحث مستخدماً مجموعة من الأنشطة والعمليات العلمية كالملاحظة، ووضع الفروض، والقياس، وقراءة البيانات، والاستنتاج، والتي تساعده في التوصل إلى المعلومات المطلوبة بنفسه وتحت إشراف الأستاذ وتوجيهه وتقويمه، وهذا يحقق العلاقة التبادلية التفاعلية بين الأستاذ وطلابه، حيث يمكن للطالب ممارسة القدرة الذاتية الواعية التي لا تتلمس الدرجة العلمية كنهاية المطاف، ولا طموحاً شخصياً تقف دونه كل الطموحات الأخرى.
وسلط عسيري الضوء في كلمته على أن التعلم النشط يعد انعكاساً للنظرية البنائية التي تؤكد على أن عملية اكتساب المعرفة هي عملية بنائية نشطة، كما تؤكد على بناء المعرفة وليس نقلها، وعلى أهمية أن تكون الأفكار الموجودة بالبنية المعرفية للطالب مرتبطة بالأفكار المقدمة له، ولا يوجد تعارض معرفي بينهما، فالمعرفة القبلية شرط أساسي لبناء التعلم ذي المعنى، وفي التعلم النشط يكون دور الأستاذ هو الموجه والمرشد والمسهل للتعلم، فهو لا يسيطر على الموقف التعليمي ولكنه يدير الموقف التعليمي إدارة ذكية بحيث يوجه المتعلمين نحو الهدف منه، وهذا يتطلب منه الإلمام بمهارات مهمة تتصل بطرح الأسئلة وإدارة المناقشات، وتصميم المواقف التعليمية المشوقة والمثيرة.
وشدد على أن التعليم النشط يتطلب استخدام العديد من الأنشطة التعليمية والوسائل التعليمية وفقا للموقف التعليمي ووفقا لقدرات الطلاب بما يحقق تنوعا في التكليفات والتعيينات التي يكلفون بها، كما يتطلب إدراك نواحي قوة الطلاب ونواحي ضعفهم بحيث يوفر لهم الفرص لمزيد من النجاح في الجوانب الصعبة بالنسبة لهم بدرجة أفضل في المجالات التي هم أكفاء ومتميزون فيها، بالإضافة إلى التنويع في طرق التدريس التي يستخدمها الأستاذ بحيث تعتمد هذه الطرق على التعلم النشط بدلاً من استخدام طريقة المحاضرة لكل الطلاب مما يضمن تعلم كل طالب وفقاً لأنماط تعلمه وذكاءاته، ويركز الأستاذ جهوده على توجيه وإرشاد ومساعدة طلابه على تحقيق أهداف التعلم بدلاً من أن يلقنهم، فالأستاذ يعلم طلابه كيف يفكرون وليس فيما يفكرون، كما يعمل على زيادة دافعية الطلاب للتعلم، وجعل الطالب مكتشفاً ومجرباً وفعالاً في العملية التعليمية، ووضع الطالب دائماً في مواقف يشعر فيها بالتحدي والإثارة لما لذلك من أثر في عملية التعلم وإثارة اهتمامه ودوافعه وحفزه نحو التعلم.
من جانبه أكد عميد تطوير المهارات بجامعة الملك سعود سعادة الدكتور محمد بن عِوَض الحارثي أن الملتقى يأتي استجابة للتوجهات الحديثة في التعليم والتدريب التي تنادي بإبجابية المتعلم وتنشيط دوره لتحقيق مخرجات تعلم متميزة، وتؤكد على أهمية تحفيز دافعية المتعلم وتنمية مهارات التفكير وحل المشكلات لديه، مبينا على أن ذلك يتطلب أستاذاً مبدعاً يدير ويوجه ويرشد طلابه ويحفز طاقاتهم الإبداعية من خلال استخدامه لاستراتيجيات تدريس فعالة تجعل المتعلم فعلياً هو محوراً لعملية التعلم.
وبين الحارثي أن الملتقى يستضيف هذا العام كوكبة متميزة من أصحاب السعادة والخبراء الدوليين والمحليين من الجامعات السعودية وكذلك خبراء من جامعة الملك سعود والذين لديهم الخبرات والتجربة الثرية في التدريس الفعال وذلك لإلقاء الضوء على أحدث الاستراتيجيات والممارسات الناجحة في التعلم النشط، وكيفية توظيفها في العملية التعليمية.
وأضاف أن المنتدى يهدف بشكل عام إلى تحسين مخرجات التعلم من خلال تنمية وتطوير مهارات الأستاذ في استخدام استراتيجيات التعلم النشط بالإضافة إلى الاستفادة من أفضل الممارسات الدولية والمحلية في تحسين مخرجات التعلم وإكساب الأستاذ مهارات تحفيز الطلاب وتفعيل مشاركتهم واستثارة التفكير لديهم.
كما يهدف إلى تطوير مهارات الأستاذ لاستخدام استراتيجيات التعلم النشط بفاعلية و تطوير مهارات الأستاذ لاستخدام أحدث أساليب تقويم مخرجات التعلم بالإضافة إلى نشر ثقافة التعلم النشط في جميع المؤسسات التعليمية بما يتواكب مع أهداف وزارة التعليم وتحقيق التكامل بين التعليم العالي والعام و تنمية الإبداع والابتكار لدى الطلاب من خلال التعلم النشط و توظيف استراتيجيات التعلم النشط والتعلم الإلكتروني في العملية التعليمية.
كما يطمح الملتقى إلى تحويل بيئة التعلم إلى بيئة تعلم نشطة يمارس فيها الطالب أنشطته بفاعلية وينمي من خلالها مهارات التفكير وحل المشكلات وذكاءاه المتعددة.
هذا وافتتح الدكتور عسيري المعرض المصاحب للملتقى كما كرم الجهات الراعية للحفل .