Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

نظمتها وحدة أبحاث الشعريات في قسم اللغة العربية مساءلة الشعريات

كتب/ سامي الأثوري (الإعلامية)

نظمت وحدة أبحاث الشعريات في قسم اللغة العربية بآداب جامعة الملك سعود يومنا هذا الثلاثاء ندوة علمية بعنوان: مساءلة الشعريات.

وفي الندوة تحدث كل من الدكتور حسين الواد، والدكتور صالح بن معيض الغامدي والدكتور سامي سليمان من جامعة أم القرى، وأدارها الدكتور معجب العدواني في قاعة الرجال، والدكتورة بسمة عروس في قاعة الطالبات. ونقلت إلى القاعة النسوية بمدينة الطالبات في الدرعية.

وقال الواد: إن البنيوية كانت في انحصار ولكنه انحصار متمثل فيما لا يحصى من الفروع، وكان من المنتظر أن يحصل مع حملة عرش المنهجية التاريخية صدام وحصل ذلك بالفعل وكانت الدراسات المشرقية في بداية السبعينيات من القرن الماضي مطمئنة للمنهجية التاريخية تطعمها كثيرًا بالأيديولوجيا الجدلية.

وتحدث الواد عن تجربته الشخصية في هذا السياق، مبيّنًا أنه تنقل بين البنيوية وخصمها التاريخي (تاريخ الأدب)، ولكنه استدرك بالقول: إنه غير مرتاح إلى كل ما يحول إلى مؤسسة. مضيفًا أنه ترك الشعرية ولكنه لم يهجرها تمامًا.

وفيما يتعلق بمصطلح الشعرية أشار الواد أنه مر بأكثر من مرحلة فقد ترجم أولًا بالإنشائية استنادًا إلى مصطلح الخبر والإنشاء في الثقافة العربية، ثم ظهر مصطلح الشعرية بعد ذلك.

وعرف الواد الشعرية بأنها شعبة من شعب المعرفة تتساءل عن خصائص الخطاب الأدبي. أو نظرية عامة تهتم بالأدب وبما هو قوانين مستمرة فيه.. مقدمًا عددًا من التساؤلات في هذا الصدد.

من جهته تحدث الدكتور سامي سليمان عن النظرية الشعرية عند أرسطو: قراءة ثقافية. وحصر حديثه في نقطتين أساسيتين: منظومات الأنواع الأدبية التي كانت قائمة في الثقافة العربية القديمة والوسيطة. مشيرا أن هناك منظومتين في الثقافة العربية، الأولى تقدم الشعر ثم الخطابة ثم الرسالة، والمنظومة الثانية تؤخر الشعر وتتقدم فيها الرسالة وتقع الخطابة بينهما.

والأمر الثاني أننا إذا راجعنا منظومات الأنواع الأدبية في الثقافة العربية الوسيطة نلحظ أنهم قد استبعدوا القص من منظومة الأنواع الأدبية الكبرى. يتحدثون مثلا عن علاقة الشعر بالخطابة وبالرسالة، في حين نجد استبعاد القص في هذه العلاقات. مشيرا إلى مقولة الناقد شكري عياد التي تقول إن المترجمين العرب لكتاب الشعر لأرسطو فهموا أنه يحكي يتناول نوعًا معينًا من الشعر القصصي، والسؤال: كيف يمكن أن تتلقى ثقافة كتابًا يتصور أن جانبًا من أبرز جوانبه يتناول الشعر القصصي دون أن تكون هذه الثقافة وضعت القص في مكانة محددة في منظومتها للأنواع الأدبية.

وأشار سامي إلى ملاحظات ابن رشد على كتاب الشعر لأرسطو كالقوانين العامة للشعريات التي تنطبق على الثقافات والنوع الثاني القوانين الشعرية الخاصة...مشيرا أننا عندما نقرأ لابن رشد فإننا نرده إلى سياقه الثقافي.

وتحدث الدكتور صالح الغامدي عن الشعريات من منظور ربطها بالسيرة الذاتية وقدم ورقته بعنوان: الشعرية المتعذرة، مركزًا الحديث على القواعد أو القوانين التي تحكم العملية الإبداعية بالإضافة إلى عدم اهتمام الشعرية بالمعنى.

وأشار الغامدي أن هناك عددًا من الإشكالات التي تجعل السيرة الذاتية تندرج ضمن الشعريات ومن أسباب ذلك أن النقد العربي القديم لم يكن نقدًا أجناسيًّا باستثناء الكلاعي إلى حد بسيط جدًّا.

مشيرا إلى أن الغاية كانت في تلقي هذه الأعمال هو الجانب التأويلي وليس الجانب التحليلي. 

الإشكالية الأخرى أن السيرة الذاتية العربية القديمة كانت تنتمي إلى طبقات ثقافية مختلفة فهناك المكون الإغريقي ممثلًا بسير الفلاسفة والأطباء ولدينا المكون الفارسي في النماذج التاريخية والسير ولدينا المكون العربي الإسلامي ممثلًا بعلماء الحديث و إلخ. ملمحًا أن من أهم مبادئ الشعريات أن تكون هناك نماذج وهو ما يفتقده هذا الجنس الأدبي (السيرة الذاتية). وقال: إن البديل كان استيراد الشعرية الغربية وطبقناها في قراءة النصوص في تراثنا بكل تبعاتها.

وشهدت الندوة عددًا من المناقشات والمداخلات لأساتذة القسم وطلاب الدراسات العليا فيه، تلا ذلك إهداء دروع تذكارية للمشاركين في الندوة.