أنت هنا

كتب م. علي عجلان

ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام وبرعاية الجمعية السعودية لعلوم العمران، دشن سعادة الأستاذ الدكتور علي بن سالم باهمام، في الثاني من رجب 1439 الموافق 19-3-2018 م في منصة توقيع الكتب بالمعرض كتابه الجديد "الإسكان" الذي يسلط الضوء فيه على موضوعات تتعلق بالإسكان من جوانبه المختلفة، بأسلوب يسهل على القارئ استيعاب الإسكان وفهمه بشكل شمولي، من خلال التعريف بالعلاقة المتداخلة بين جميع تخصصات الإسكان البينية (ضمن إطار: الخلفية التاريخية، والاحتياجات الاجتماعية، والمتغيرات الاقتصادية، والمؤثرات البيئية، والبدائل التصميمية المعمارية والعمرانية، واشتراطات التخطيط وتنظيمات البناء المطبقة، وأساليب تنفيذ المساكن وتصنيعها).

يقع الكتاب في 190 صفحة من الحجم الكبير.، ويتكون الكتاب من عشرة فصول؛ يناقش الفصل الأول أهمية الإسكان وضرورة العناية بتوفير المسكن بوصفه حقاً لكل أسرة. بينما يستعرض الفصل الثاني تاريخ الإسكان من مرحلة ما قبل التحضر، مروراً بمرحلة التحضر العمراني، وانتهاء بتطور الإسكان الحضري في الغرب، كما يناقش تاريخ الإسكان في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى عرض لأساليب تصنيف المساكن. ويرصد الفصل الثالث مصادر المعلومات الإسكانية ويناقش أهميتها، كما يقدم تعريفاً بالأبحاث في مجال الإسكان. أما الفصل الرابع فيستعرض جميع العوامل المؤثرة في الإسكان والجهات المعنية به بشكل عام، مع مناقشة تطبيقاتها في المملكة العربية السعودية. ويستعرض الفصل الخامس تاريخ الإسكان العام وتوجهاته وأنواعه، وسلبياته وطرق تفاديها، بالإضافة إلى مناقشة الإسكان العام في المملكة العربية السعودية. أما الفصل السادس فقد خصص لمناقشة إسكان الفقراء والأسر الأشد حاجة، مع استعراض العديد من التجارب والبدائل الممكنة لإيوائهم. ويعرض الفصل السابع أهم الموجهات التصميمية لجودة الإسكان والمساكن المحققة لقضايا التيسير والاستدامة. ويستعرض الفصل الثامن تصميم الفراغات العمرانية في المناطق السكنية، ويناقش خصائصها، ويعرف بالاعتبارات التصميمية لها. ويناقش الفصل التاسع التصميم المعماري للوحدة السكنية ابتداء بالبرمجة المعمارية، وانتهاء بأعمال التصميم الداخلي والحدائقي، مع استعراض لأنواع المساكن المعاصرة. وأخيراً يركز الفصل العاشر على استعراض أنظمة تشييد المساكن، مع التركيز على التعريف بالمساكن المصنعة، وطرق إنتاجها بالجملة حسب الطلب. ويعد هذا الكتاب مرجعاً علمياً شاملاً للمتخصصين والباحثين والطلاب في مجال الإسكان.

ويرى المؤلف أن الحاجة إلى تأليف هذا الكتاب برزت من ملاحظته خلال بحثه واطلاعه على مدى الأعوام التي قضاها مع دراسة الإسكان وبحثه؛ احتياج المكتبة العربية إلى كتاب شامل يعرف بالإسكان من جوانبه المختلفة، ويصلح لأن يكون كتاباً دراسياً لمقرر الإسكان.، خصوصاً مع أهمية وأن موضوع الإسكان موضوع هام، بشكل عام، وتزداد أهميته بالنسبة للمجتمع السعودي في المرحلة الراهنة، نظراً لطبيعة التركيبة السكانية للمجتمع السعودي وحجم احتياجاته الحالية والمستقبلية من الإسكان.، فالتركيبة العمرية الشابة تعد أحد أهم الملامح المستقبلية للسكان السعوديين، وسوف تؤدي هذه التركيبة - كما أوضحت خطة التنمية - إلى تكوين أُسر بمعدلات مرتفعة، ومن ثم زيادة الطلب – من ثم - على الإسكان بمعدلات كبيرة، وهو ما يجعل موضوع توفير الإسكان الملائم من المواضيع الاستراتيجية الوطنية الحرجة والشائكة، والتي تتطلب وعياً وفهماً كاملاً بموضوع الإسكان وارتباطه ببقية التخصصات البينية ذات العلاقة.، فالمتغيرات الديموغرافية والاقتصادية للمجتمع تستدعي العمل على فهم طبيعة الاحتياج الإسكاني والعوامل المؤثرة فيه، وتقديم حلول ومعالجات إسكانية تفي بمتطلبات الأسر واحتياجاتها الوظيفية، وتتوافق مع رغباتها الاجتماعية وإمكانياتها المالية، مع العناية بالتيسير والاستدامة لتلافي انخفاض العمر الافتراضي للمساكن وتجنب تأثيرها السلبي على البيئة من خلال زيادة كفاءة استهلاك المياه والطاقة؛ بهدف تحقيق التكامل والانسجام بين خصائص الأسر وإمكانياتها المالية والمؤثرات البيئية ونوع النماذج الإسكانية المقدمة لهم.

وقد بداى حرص المؤلف من خلال كتابه الجديد على المساهمة في التنمية الإسكانية بما يحقق رؤية المملكة (2030)، ضمن استمرار اهتمامه بالمشاركة العلمية والأكاديمية في معالجة مشاكل الإسكان ودراستها بأسلوب موضوعي من كافة الجوانب ووضع الحلول المناسبة لها بأسلوب علمي. وقد جاء الكتاب رائداً في مجاله وماتعاً في أسلوبه، ويعتبر من أهم المؤلفات في مجال الإسكان.

الجدير بالذكر أن كلية العمارة والتخطيط قررت إدراج الكتاب كمرجع رئيس لمقرر الإسكان ضمن  مقررات الكلية، وفي هذا الصدد صرح سعادة الدكتور عبدالعزيز الدوسري رئيس الجمعية السعودية لعلوم العمران أن الكتاب قد نال رواجاً  كبيراً واهتمام عدد كبير من المختصين والمهندسين والمهتمين والباحثين من طلاب الدراسات العليا، لاعتباره أول مؤلف في المملكة يغطي كافة جوانب الإسكان.

وايماناً من الكلية بدورها في خدمة العلم والمجتمع والمساهمة في دفع عملية التنمية والتطوير وجه سعادة الدكتور عبدالله بن أحمد الثابت- عميد الكلية- بإهداء نسخة من الكتاب لكل الجهات والقطاعات الحكومية المهتمه بقضايا الإسكان.

ولتحقيق التواصل المعرفي ونشر الفائدة وتبادل المعلومات والأفكار والرؤى مع كليات وأقسام العمارة والتخطيط العمراني بالجامعات العربية، فقد وجه سعادته أيضاً بإرسال نسخ من الكتاب، داعياً في الوقت ذاته أعضاء هيئة التدريس بالكلية لاستثمار خبراتهم وإمكاناتهم العلمية في تأليف الكتب والسلاسل العلمية بما يثري المكتبة العلمية ويساهم في عملية تطوير الناحية التعليمية، وخدمة المجتمع.

وقد عبر سعادة الأستاذ الدكتور علي باهمام عن شكره وتقديره لجامعة الملك سعود على دعمها اللامحدود، وعلى التشجيع الذي لقيه من زملائه أعضاء هيئة التدريس وإدارة الكلية ممثلة في عميدها الدكتور عبدالله الثابت.

ووجه شكره أيضا للجمعية السعودية لعلوم العمران ممثلة في رئيسها الدكتور عبدالعزيز بن ناصر الدوسري ولكافة أعضائها على رعايتهم للطبعة الأولى من الكتاب، داعياً في الوقت ذاته المتخصصين والمهتمين بالإسكان إلى بذل المزيد من الجهود البحثية والعلمية بما من شأنه المساهمة في تطوير هذا المجال الهام.