أنت هنا

تقرير: م. علي عجلان

تحت رعاية عميد كلية العمارة والتخطيط سعادة الدكتور عبد الله بن أحمد الثابت، تشرفت الكلية بحضور سعادة المهندس محمد المديهيم وكيل وزارة الإسكان للأراضي والتنظيم الإسكاني، وجمع من المهتمين في مجالات الإسكان المتنوعة للندوة العلمية الأولى التي أقامتها وحدة دراسات الإسكان السعودي بكلية العمارة والتخطيط تحت عنوان «تفعيل الشراكة في بحوث الإسكان السعودي»، وذلك يوم الأربعاء 11/7/1439 الموافق 28/3/2018.

وفي البداية ألقى سعادة الدكتور عبد الله الثابت كلمة في الافتتاح استهلها بالترحيب بالحاضرين من منسوبي وزارة الإسكان، وعلى رأسهم سعادة وكيل الوزارة للأراضي والتنظيم الإسكاني، والحاضرين من القطاعات ذات العلاقة والباحثين والطلاب بالإضافة إلى الحضور في الجانب النسائي في المدينة الجامعية للطالبات، مؤكداً أن الكلية تعد صرحاً علمياً مهماً يساهم في عملية التنمية والتطوير وخدمة المجتمع. وبين سعادته أن مشكلة الإسكان لا زالت من التحديات الهامة التي تواجهها المملكة، وتهم كل شرائح المجتمع، وهي من ضمن المشكلات التي تمنحها الدولة – حرسها الله - كل الأولوية من خلال خططها التنموية والاستراتيجية ومن خلال الرؤية المباركة 2030 التي من أهم أولوياتها بل وعلى رأسها توفير الحياة الكريمة للمواطنين، ومن ذلك المسكن الملائم والمناسب وزيادة نسبة تملك المواطن له، وأشار سعادته إلى دور مؤسسات البحث العلمي في الإسهام في تحقيق الرؤية لاسيما في قضية وطنية هامة كقضية الإسكان وذلك من خلال عمل الأبحاث العلمية، وعمل الشراكات مع القطاعات ذات العلاقة وتقديم الاستشارات وعقد ورش العمل والندوات.

وقال د. الثابت انطلاقاً من دور الكلية الريادي في تسليط الضوء على مثل هذه القضايا الوطنية، تنظم الكلية هذه الندوة الهامة والتي تحمل عنوان " تفعيل الشراكة في بحوث الإسكان السعودي" والتي نطمح من خلالها لتعزيز الأبحاث التي تخدم تحسين بيئة الإسكان السعودي، ونتطلع بشغف إلى أبرز التوصيات الصادرة عنها، ونعول على الدراسات والأوراق العلمية والباحثين المتحدثين الأمل الكبير في تقديم حلول واقعية وعملية وملموسة لمشكلات الإسكان.

وفي ختام كلمته قدم سعادته الشكر الجزيل لسعادة الدكتور وليد بن سعد الزامل رئيس وحدة أبحاث الإسكان السعودي ولكل أعضاء الوحدة للإعداد والترتيب لمثل هذه الفعاليات المميزة، متمنياً لوحدة الإسكان التوفيق والنجاح في مسيرتها البحثية والعلمية.

 من جانبه ألقى سعادة المهندس محمد المديهيم – وكيل وزارة الإسكان للأراضي والتنظيم الإسكاني – كلمة أعرب فيها عن شكره وتقديره لعمادة كلية العمارة والتخطيط على استضافته في مثل هذه الندوات العلمية والتي هي ثمرة من ثمار التعاون البناء والشراكة الحقيقة بين الجامعة ممثلة بوحدة أبحاث الإسكان والوزارة.

وأكد سعادته أن قطاع الإسكان أحد أهم القطاعـات التي تحظى باهتمام بالغ من قبل الدولة الكريمة – أيدها الله- وقد تجسد ذلك الاهتمام من خلال سعيها الحثيث والجاد لحل مشكلة الإسكان، وجهودها الجبارة عبر الخطط والبرامج والآليات المعدة لذلك. وذكر سعادته أن تلك الخطط والبرامج في الوزارة تأتي لتواكب رؤية 2030 الشاملة والتي تهدف الى تيسير حصول المواطنين على المساكن، وزيادة نسبة تملكها.

وفي ختام كلمته كرر سعادته شكره لكلية العمارة والتخطيط ولكل الباحثين والمتحدثين متمنياً للندوة التوفيق داعياً في الوقت ذاته الى فتح آفاق اوسع للتعاون بين الوزارة ووحدة أبحاث الإسكان في عقد وش العمل، والندوات العلمية بما من شأنه المساهمة في المساهمة في حل مشاكل الإسكان بشكل علمي مدروس.

بعد ذلك بدأت فعاليات الندوة بالجلسة الافتتاحية بعنوان " الإسكان السعودي نحو شراكة فاعلة " ورأسها سعادة الدكتور وليد الزامل– رئيس وحدة أبحاث الإسكان السعودي وعضو هيئة التدريس بقسم التخطيط العمراني- ناقشت الجلسة سبل تعزيز الشراكة بين القطاعات المختلفة في بحوث الإسكان السعودي.

وقد قُدمت بالجلسة الافتتاحية ورقة عمل بعنوان " وزارة الإسكان: آليات ورؤى حول الشراكة في نقل المعرفة بما يخدم العمل البحثي " لسعادة المهندس: عبدالعزيز بن عبدالله القحطاني، مدير مركز نظم المعلومات الجغرافية في وزارة الإسكان، حيث استعرض خلالها تطلعات وزارة الإسكان نحو انتاج وابتكار معرفي يسهم في رفع مستوى الجودة والكفاءة في كافة مجالات ممارسة المهنة، خصوصاً في ممارسات التخطيط والتصميم الحضري والعمارة، والإسكان، والإنشاء، والتشريعات العمرانية، والدراسات الاجتماعية والاقتصادية ذات العلاقة بقطاع الإسكان. وأشار المهندس القحطاني الى تطلعات وزارة الإسكان في بناء شراكة مهنيّة فعّالة، وتقديم الحلول المبتكرة لكافة مهام وأدوار الوزارة الوطنيّة، من خلال إدراك أفضل الممارسات العالمية، وقولبتها في حلول خاصة ومبتكرة لقطاع الإسكان في المدن السعودية.

ثم قدم سعادة د. وليد الزامل ورقة عمل بعنوان " وحدة أبحاث الإسكان السعودي الآفاق والتطلعات لشراكة ناجحة" استعرض فيها جهود وحدة أبحاث الإسكان في تقديم عدد من البرامج الطموحة في مجالات الإسكان والبيئات السكنية المستدامة بما يساهم في توظيف الخبرات الأكاديمية والبحثية في سبيل تحقيق توجهات رؤية المملكة 2030. كما أشار الدكتور الزامل الى أن الإنتاج العلمي يعد أحد اهم البرامج التي ترتكز عليها الوحدة، ويتمثل ذلك بإجراء الدراسات البحثية لصالح المؤسسات الحكومية والخاصة في مجال الإسكان، وتطبيقات الإسكان الميسر، وتقييم مشاريع الإسكان ومدى وملاءمتها للأسر السعودية. وأكد الدكتور الزامل على ضرورة دعم العمل المشترك في تأليف الكتب والترجمة العلمية لصالح المؤسسات الحكومية والخاصة في مجال الإسكان، وتحفيز جهود الباحثين والمجموعات البحثية المشتركة في مجال التحكيم والنشر العلمي في المجلات العلمية الرصينة.

 ثم أقيمت فعاليات الجلسة الأولى بعنوان " مقترحات لمشاريع بحثية مشتركة في الإسكان والبيئات السكنية المستدامة " ورأسها سعادة الدكتور محمد الإبراهيم عضو وحدة أبحاث الإسكان السعودي، عضو هيئة التدريس بقسم التخطيط العمراني.

 قُدمت فيها عدداً من أوراق العمل، حيث استعرض المهندس: فهد بن عيد الحارثي ورقة عمل بعنوان " تحليل تاريخي للإسكان في المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية الشريفة: الأزمة والحلول " استعرض فيها النموذج النبوي الإسلامي في إدارة الأزمات ودور التشريع الإسلامي في حل قضايا الإسكان للاستفادة منها في إدارة أزمات الإسكان المعاصرة.

ثُم استعرض المهندس: عبد العزيز بن علي النصار ورقة عمل بعنوان " تصميم الشوارع المحلية في الأحياء السكنية ضمن إطار البيئة السكنية الآمنة" سلط فيها الضوء على الصفة التكاملية بين الشوارع المحلية والجوانب الأمنية في الأحياء السكنية وبحث العلاقة بينهما، بما يساهم في تطوير مبادئ توجيهية لتصميم الشوارع المحلية في الاحياء السكنية ضمن إطار البيئة السكنية الآمنة كنتائج بحثية يمكن تعميمها.

بدوره قدم المهندس: تركي إبراهيم العايد ورقة عمل بعنوان " دور مراكز الاحياء السكنية في تعزيز الجوانب الاجتماعية: الرياض حالة دراسية" أشار فيه الى أن مدينة الرياض تعاني في أغلب المخططات السكنية الحديثة من عدم وجود مركز اجتماعي للحي امتدادا للفكرة النمطية السائدة لمخطط حي الملز الشبكي، وتناول الباحث دور مركز الحي السكني في تعزيز العلاقات الاجتماعية بين السكان.

وقدَم المهندس: مؤيد بن إبراهيم مخشع ورقة عمل بعنوان " تطوير وتنمية المناطق العشوائية كنموذج لإسكان محدودي الدخل: مكة المكرمة حالة دراسية" أشار فيها الى إن العشوائيات باعتبارها إشكالية عمرانية تعكس أحد متطلبات محدودي الدخل للحصول على مسكن يتلاءم مع قدراتهم الاقتصادية، حيث يحاول الأهالي توفير السكن الملائم اعتمادا على أنفسهم وقدراتهم الذاتية. ومنه ركز الباحث على اقتراح نموذج اقتصادي لإسكان ذوي الدخل المنخفض استناداً الى تحسين البيئة العمرانية القائمة في الأحياء العشوائية في مكة المكرمة وبما يساهم في الحفاظ على النسيج الاجتماعي والنظم الاقتصادية القائمة.

وفي نهاية الورقة فتح النقاش للحاضرين مع المتحدثين حول أوراق العمل التي قدمت في الجلسة.

ثُم أُقيمت فعاليات الجلسة الثانية بعنوان " مقترحات لمشاريع بحثية مشتركة في الإسكان السعودي " ورأسها سعادة الدكتور محمد باكرمان عضو وحدة أبحاث الإسكان السعودي، عضو هيئة التدريس بقسم العمارة وعلوم البناء.

قُدمت فيها عدداً من أوراق العمل، حيث استعرض المهندس: فهد بن محمد القحطاني ورقة عمل بعنوان " تقييم حجم الطلب على برنامج البيع على الخارطة لمستحقي دعم وزارة الإسكان في المملكة العربية السعودية" أشار فيها الى أن المعروض العقاري في السوق السعودية وبالتحديد في مدينة الرياض واسع ومتنوع من حيث أسعار المنتجات ومساحاتها، ولكن هذا المعروض يجب أن يكون مناسب لجميع شرائح المجتمع.

ثم قدم المهندس: راشد بن عبد العزيز الكثيري ورقة عمل بعنوان " آليات تعزيز شراكة القطاع الخاص في مشاريع الإسكان في المملكة العربية السعودية " تناول فيها ضرورة التعرف على الدور الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص ممثلا بالشركات الاستشارية والعقارية والبنوك المهتمة في توفير وتنمية مشاريع الإسكان بما يساهم في اقتراح آليات وتوصيات تضمن مشاركة القطاع الخاص في توفير الإسكان.

كما قدم المهندس: رياض بن عبد المحسن الشدوخي ورقة عمل بعنوان " تحليل الآثار المتوقعة لقرار تعيين الاستعمال السكني في الشوارع (30-36) على مخزون الإسكان في مدينة الرياض" تطرق فيها الى تحليل الأثر العائد على الموفور السكني لمدينة الرياض بعد القرار الصادر من هيئة تطوير مدينة الرياض بقصر استعمالات الاراضي في الشوارع (٣٠، ٣٦) على الاستعمال السكني.

وأخيراً قدَم المهندس: عبد الله بن علي آل مانع ورقة عمل بعنوان " تقييم رضا مستفيدي الدعم لمنتجات وزارة الإسكان: مدينة الرياض حالة دراسية" أكد فيها على أن تقييم رضى السكان ومدى الإقبال على المنتجات السكنية سوف يساهم في فتح آفاقًا لمعالجة هذه الأسباب، وتوفير مساكن أكثر ملائمه لاحتياجات المجتمع اقتصادياً واجتماعياً.

وفي نهاية الورقة فتح النقاش للحاضرين مع المتحدثين حول أوراق العمل التي قدمت في الجلسة الثانية، ثُم بعد ذلك أقيمت الجلسة الختامية للندوة بعنوان "التوصيات" رأسها سعادة د. وليد الزامل – رئيس وحدة أبحاث الإسكان السعودي أشار فيها إلى ضرورة تعزيز الشراكة بين كلية العمارة والتخطيط ممثلة بوحدة ابحاث الاسكان السعودي والجهات الحكومية من خلال عقد لقاءات أو ندوات وورش عمل لطرح ومناقشة المشكلات التي تواجه قطاع الاسكان من وجهة نظر الجهات الحكومية ووضع الخطط لحلها. وأكد د. الزامل على أهمية البحث في أفضل الممارسات الدولية المتعلقة بالشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص والقطاع الأكاديمي، وذلك لتحضير ارضية صالحة للشراكة يمكن تطبيقها محلياً.

   

وفي الختام قدَم رئيس وحدة أبحاث الإسكان السعودي جزيل شكرة لسعادة عميد الكلية لرعايته الندوة وللحضور من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، والمهندسين العاملين في القطاع العام والخاص، متمنياً استمرار اقامة مثل هذه الندوات بما يخدم التوجه البحثي في جامعة الملك سعود.