طلاب كلية العمارة والتخطيط يتلقون برنامجاً تدريبياً ميدانياً عن الحفاظ والتأهيل للمناطق التاريخية في محافظة النماص.
تقرير م. علي عجلان
يُعد التراث العمراني والمعماري أحد أهم محركات التنمية في المجتمع، ودليلاً شاهداً على الإنجازات الفكرية والثقافية والتاريخية له. ولاشك أن التراث العمراني بأبعاده التاريخية والجمالية والثقافية يعد مصدر إلهام تستقي منه الأجيال ثقافتها وخصائصها وتستمد منه هويتها وتعززها، فهو ثروة لاتقدر بثمن ولا يمكن تعويضها. ولما تزخر به بلادنا الغالية – حرسها الله – من تراث عمراني ومعماري متنوع ينتمي إلى عصور وحضارات متعددة، يشكل ذلك التراث موروثها الحضاري والثقافي وإرثها التاريخي الموغل في القدم ويؤكد دورها في بناء الثقافة والحضارة الإنسانية. وقد تم إدارج مجموعة من المواقع التراثية والعمرانية ضمن قائمة التراث العالمي التابعة إلى "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" (اليونسكو)، وأصبحت المملكة كغيرها من البلدان في التراث العمراني حفاظاً وتأهيلاً. وإنطلاقاً من التعاون القائم بين المركز العالمي للأبحاث والتاريخ والفنون "إريسيكا" ومؤسسة التراث الخيرية التي يرأس مجلس أمنائها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، ولحرص سموه الكريم واهتمامه بالتراث المعماري والعمراني، وإيمانه بضرورة الحفاظ عليه وحمايته والتعريف بقيمه الحضارية والثقافية والعمرانية، وإستلهام الدورس منه، فقد أُقيم برنامج تدريبي تطبيقي عن الحفاظ وتأهيل المباني في المناطق التاريخية بمنطقة عسير، والمتمثلة في محافظة النماص والقرى التراثية المجاورة لها، لاسيما وأن المنطقة الجنوبية تزخر بتراثٍ معماريٍ وعمرانيٍ متنوع. استهدف البرنامج عدداً من طلاب كلية العمارة والتخطيط من قسمي العمارة وعلوم البناء والتخطيط العمراني، ونفذ خلال الفصل الصيفي 1438-1439هـ، بدعم سخي ومباركة من إدارة الجامعة ممثلة بمعالي المدير الأستاذ الدكتور بدران العمر حفظه الله.
وخلال البرنامج الذي استمر لمدة عشرة أيام متتالية، ابتداء من السبت 15-10-1439 وحتى الأحد 25-10-1439هــ، تكون البرنامج من عنصرين رئيسين، هما: المحاضرات النظرية وورش العمل الميدانية التي تمت في المواقع التاريخية، تناولت المحاضرات النظرية التي قدمها نخبة من الخبراء والأكاديميين المتخصصين في الحفاظ والترميم والتقنيات الحديثة "المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد"، ففي اليوم الأول قام الطلاب بزيارة ميدانية لمحافظة النماص يصحبهم سعادة الأستاذ محمد العسبلي- مدير مكتب هيئة السياحة التراث الوطني – هدفت الزيارة إلى التعرف على المحافظة، وقصورها التاريخية والأثرية كقصر ثربان الأثري، وقرية النييح التاريخية وقرية صدر أيد، حيث تعرف الطلاب على مواد البناء " المحلية" المستخدمة في بناء المنازل والقصور ومن ذلك خشب العرعر والطلح الذي تتميز به المنطقة ويتوفره بكثره في معظم مناطقها، وكذلك الحجر الذي يستخدم في البناء بشكل كبير ويعد الخشب والحجر هما المكونان الأساسيان للبناء في النماص وقراها، كما تعرف الطلاب على طرق البناء القديمة وأساليب التشكيل المعماري، وكيفية التعامل مع التشطيبات الخارجية والداخلية لتلك المباني، وتم أيضاً التعرف على حرفة القط العسيري، والتي سُجلت من قبل اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي غير المادي. كما زار الطلاب متحف النماص والذي يعد من المتاحف الرئيسية في المملكة، حيث يضم قرابة 1500 قطعة أثرية متنوعة، وبعض النقوش الصخرية التي يعود تاريخها للعصور القديمة، منها نقوش ثمودية وأخرى إسلامية تعود إلى القرن الثالث الهجري، ويقع المتحف ضمن مبنى تراثي يمثل أحد القصور السبعة، التي يضمها الحي التاريخي بالمحافظه.
وفي اليوم الثاني زار سعادة الدكتور أسامة بن محمد نور الجوهري- أمين عام مؤسسة التراث الخيريه وعضو هيئة التدريس بالكلية- وفريق البرنامج التدريبي والطلاب سعادة محافظ النماص الأستاذ عبد الله بن عائض العجيري، حيث إطلع سعادته على برنامج الدورة التدريبية التي ستقدم للطلاب المتدربين ومحاورها وجدولها الزمني، ثم تحدث د.الجوهري عن ماتقوم به مؤسسة التراث الخيرية من أعمال ومبادرات في الحفاظ على التراث العمراني الوطني، وقد أبدى سعادته إعجابه بالجهود الكبيرة التي تقوم به المؤسسة مشكورة في الحفاظ والتأهيل على التراث العمراني الوطني، كما قدم شكره لجامعة الملك سعود على إتاحة الفرصة لطلاب العمارة والتخطيط للإلتحاق بمثل هذه الدورات المهمة والتي تساهم في تأسيس وإخراج الكوادر المعمارية التي ستساهم بلاشك في الحفاظ على الموروث العمراني الجميل ليبقى في أحسن صوره. وفي ختام الزياره قدم فريق البرنامج التدريبي والطلاب شكرهم وتقديرهم لسعادة المحافظ على حسن الاستقبال وعلى دعمه لجهود الحفاظ والتأهيل لتراث محافظة النماص وقراها الأثرية. تلى ذلك زيارة فريق البرنامج والطلاب لسعادة رئيس بلدية النماص المهندس يحيى بن محمد القحطاني، حيث جرى إحاطته بكل ما يتعلق بالدورة، وعلى جهود مؤسسة التراث الخيرية - منظم الدورة- عقب ذلك جرى نقاش مستفيض حول تراث النماص وأهميته، والجهود التي تقوم بها البلدية في المساهمة للحفاظ عليه، وفي ختام اللقاء عبر رئيس البلدية عن سعادته بتنظيم مثل هذه الدورات العلمية التخصصية الهامة، مبدياَ شكره للقائمين عليها، ومن ثم توجه بكلمة إرشادية للطلاب حثهم فيها على الجد والمثابرة في التعلم، ومن ثم الإلتحاق بالعمل سواء في القطاع الحكومي كالبلديات أو القطاع الخاص وذلك لخدمة الوطن والمجتمع، وللمساهمة في تحقيق رؤية المملكة في القطاع الهندسي والعمراني بشكل خاص ومن ذلك ان تكون المملكة رائدة في الحفاظ والتأهيل للموروث العمراني والحضاري العريق، ثم استكمل فريق البرنامج التدريبي والطلاب زيارتهم الميدانية إلى بقية أجزاء الحي التاريخي بمبانيه التراثية والتاريخية.
وفي اليوم الذي يليه بدأت ورشة العمل الأولى، حيث تلقى الطلاب خلالها محاضرات نظرية ألقاها سعادة الدكتور أسامه الجوهري- الأستاذ المشارك في قسم العمارة وعلوم البناء- تناولت المحاضرة أهمية التراث المعماري والعمراني وأساليب الحفاظ عليه، وكيفية إجراء عمليات المسح والتحليل والتقييم والصيانة. ثم قام الطلاب بمشاركة فريق البرنامج باختيار الحالات الدراسية التي سيتم التطبيق عليها في ورش العمل المصاحبة. تلى ذلك ورشة العمل الثانية والتي أُستهلت بمحاضرة تطبيقة ألقاها سعادة الدكتور سامح عباس - أستاذ مشارك وخبير الترميم والحفاظ في مؤسسة التراث الخيريه- استعرضت المحاضره أساليب ترميم المباني الأثرية، وكيفية عمل الدراسات الإنشائية، والبيئية، والتاريخية والتوثيق، ومن ثم تم التطرق إلى اهم أسباب تدهور المباني التاريخية والأثرية، سواء أكانت الإنشائية، أم البيولوجيه، وقام الطلاب بالتطبيق الفعلي على الحالات الدراسية المختارة من الحي التاريخي" قصر عابس" و كذلك من قرية حلباء التراثية، إضافة إلى مسجد السرو، حيث تم إجراء الدراسات المطلوبة على تلك الحالات وتوثيقها ورصد وتسجيل أهم اسباب تدهورها. عقب ذلك بدأت ورشة العمل الثالثة، والتي تتعلق بكيفية التعامل مع المواقع التراثية قبل عمل الترميم والتجديد او الحفاظ، تم خلالها إلقاء محاضرة عن أسس التعامل مع المواقع التراثيه، ألقاها سعادة المهندس سالم الكربي- خبير الحفاظ والتأهيل في مركز التراث العمراني الوطني- تطرق فيها إلى حركات الحفاظ والتأهيل ودور المواثيق الدولية في الحفاظ على التراث العمراني، وأساليب وأسس الحفاظ والمعايير العامة للتعامل مع المواقع التراثية، وخطوات الترميم الصحيح، واختتمت ورشة العمل بعرض وشرح لأعمال الترميم التي تمت في قصر ثربان التاريخي على الواقع بدءاً من فكرة الحفاظ وتشكيل الفريق، وعمل المسوحات والدراسات اللازمة بكل مراحلها وأبرز المشاكل والمعوقات، ومن ثم انتهاءاً بخطة الترميم وتنفيذها. "التراث العمراني في جنوب المملكة تنوع وثراء" كان محور ورشة العمل الخامسة، حيث ألقى سعادة الدكتور محسن القرني- خبير الحفاظ والترميم في مركز التراث العمراني الوطني- محاضرة عرج فيها على خصائص التراث العمراني على مستوى مناطق شمال وجنوب وشرق ووسط وغرب المملكة، مبيناً أبرز سماته الشكلية والتخطيطية ومفرداته المعمارية، ومستعرضاً التنوع الكبير الذي تزخر به كل منطقة من تلك المناطق، مع عرض نماذج لمشاريع معمارية وعمرانية من كل المناطق، انتهت الورشة بحلقة نقاش موسعة مع الطلاب المتدربين تمحورت حول خصائص التراث العمراني ومفرداته وتشكله وفقاً لخصائص البيئة المحيطة والعوامل التي تؤثر في ويتأثر بها التراث ووفقاً للإحتياجات الإنسانية. ولما لثورة المعلومات وتقنياتها واستخداماتها من دور هام وفعال في عمليات الحفاظ والتأهيل للمباني التاريخية، علاوة على استخداماتها في عملية التوثيق، تم تنفيذ ورشة العمل السادسة، تناولت الورشة محاضرات تطبيقية للطلاب عن كيفية استخدام الماسح الليزري ثلاثي الأبعاد (3D Laser Scanning Photogrammetry & Molding) وهو من أحدث الأدوات التي تقوم بتحليل عناصر البيئة العمرانية، وتجميع المعلومات المكانية والفيزيائية المتعلقة بشكل العنصر ومظهره، بحيث يتم استخدام تلك المعلومات المجمعة لغرض بناء مجسم رقمي ثلاثي الأبعاد، ويتم ذلك عبر تكوين غيمة نقاط للإحداثيات الهندسية (XYZ) لتلك العناصر الموثقة من خلال تسليط إشعاع ليزري نحوها بشكل نبضي أو مستمر، وهي الطور الرئيسي والنمطي في هذه التقنية، والتي من خلالها يتم تشكيل نماذج رقمية للعنصر الأصلي قابلة للتحرير والإضافة، ويتم تعيين المواقع المكانية ثلاثية الأبعاد لكل نقطة ممسوحة من خلال إحداثيات كروية شاملة، تبعاً لنظام إحداثيات محلي يعود لجهاز المسح، خلصت الورشة إلى قيام الطلاب بالتدرب على الماسح الليزري وكيفية استخدامه في عمل التوثيق والرفع المساحي، بحيث يتم استخدامه في الحالات الدراسية التي سيعمل عليها الطلاب عمليات الترميم والحفاظ. ومن جانب آخر قام فريق البرنامج التدريبي والطلاب بعمل تطبيقات ميدانية، ومن ذلك النزول الميداني لــقرية آل عليان التراثية، والتي تعد من أقدم القرى بالمنطقة، وترجع الأهمية التاريخية لها منذ دخول الإسلام إليها، حيث تشير الأثار إلى وجود القرية في فترة ما قبل الإسلام، ونتيجة لذلك فقد قامت فيها مبادرات فردية للحفاظ عليها، وتم الاطلاع من قبل الطلاب والفريق على أحد تلك المبادرات ومنها قيام أحد سكانها بإنشاء متحف يحتوي على الإرث المادي بأنواعه لها. وتم الشرح للطلاب في الموقع عملياً من قبل صاحب المبادرة عن كيفية عملية البناء في القرية قديماً، ابتداءً من جمع الحجارة، إلى جمع الأخشاب، وتجهيز الأساسات والمونه، وانتهاء بالبناء وانهائه، مشيراً إلى وجود خمسة تخصصات في عملية البناء من بدايتها إلى نهايتها ولكل مختص دور ومهام مناطة به، ويحقق كل منهم تكاملا مع الآخر ليبدو البناء متماسكاً ومحققاً حاجات ساكنيه. وختاماً للبرنامج التدريبي، قدم الطلاب عرضاً تقديمياً بحضور مدير هيئة السياحة والتراث الوطني بالنماص، وفريق البرنامج التدريبي، شمل العرض استعراَضاَ تفصيلياً لما تم خلال البرنامج من محاضرات وورش عمل، ثم شرح الطلاب الحالات الدراسية التي تم العمل عليها طيلة البرنامج التدريبي، ابتداء من الرفع المساحي عن طريق الماسح الليزري الثلاثي الأبعاد للمخططات المعمارية والواجهات والقطاعات العرضية، ومن ثم عرض لأبرز ماتوصلت اليه الدراسات التاريخية والأثرية والبيئية، إضافة إلى الدراسات الإنشائية من خلال دراسة التربة بالمجسات والبيزومترات، وكذلك تحليل الحالة الإنشائية من خلال الفحوصات والإختبارات لمواد البناء والأساسات، وصولاً إلى تشخيص الوضع الراهن لتلك الحالات، ومعرفة مظاهر التدهور فيها وأسبابها، وتصنيف المشكلات المعمارية والجمالية والإنشائية والبيئية، ومن ثم الإنتهاء إلى وضع تصور لخطة الترميم المقترحة بداء من التربة والأساسات والحوائط والأسقف والأسطح، مع وضع الاعتبارات اللازمة في عملية الترميم والحفاظ لكل عنصر من العناصر البنائية، تلى ذلك شرح الطلاب لبدائل إعادة التأهيل والإستخدام لتلك الحالات بعد إجراء عملية الترميم من خلال إقتراح مجموعه من الإستعمالات وعمل مقارنة فيما بينها من خلال طريقة التحليل الرباعي (Swot Analysis) في إطار إطار المواثيق المتعلقة بالحفاظ والصيانة والترميم والتأهيل للمباني التراثية. وفي نهاية العرض قد الطلاب المتدربون شكرهم وتقديرهم لصاحب السمو الملكي أمير التراث الأمير سلطان بن سلمان لتبينه ودعمه مثل هذه البرامج التدريبية التي تتعلق بالحفاظ والتأهيل على التراث العمراني، كما قدموا جل امتناهم لمعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور بدران العمر، وسعادة عميد الكلية الدكتور عبدالله بن أحمد الثابت، على إتاحة هذه الفرصة لهم، وعلى ما لمسوه من اهتمام ورعاية ودعم، مؤكدين حرصهم على أن يكونوا عامل بناء في هذا الوطن ويقدموا له الغالي والنفيس، معبرين عن ارتياحهم الكبير بما تلقوه من محاضرات، وورش عمل ونزولات ميدانية وتطبيقية في جانب الحفاظ والتأهيل للمباني التاريخية، متمنين أن تستمر مثل هذه البرامج التدريبية المفيدة، كما قدم الطلاب شكرهم لسعادة الدكتور فهد بن سعود اللهيم – وكيل الكلية للشؤون الأكاديمية ولفريق البرنامج على جهودهم المبذولة.
من جانب آخر أثنى سعادة مدير هيئة السياحة والتراث الوطني بالنماص الأستاذ محمد العسبلي على المستوى الرائع الذي قدمه الطلاب المتدربين، والأفكار الجيدة التي تعكس ما تعلموه خلال البرنامج التدريبي، وتم توظيفها في الحالات الدراسية، قائلاً " إن ماقدمتموه اليوم يعد حصاد عشره أيام تدريبية من جهدكم وتعبكم، فأهنئكم على مابذلتموه، ويحق للجامعة أن تفخر بأمثالكم". وأضاف فريق البرنامج بأن الأفكار التى طرحت من قبل الطلاب وتضمنها العرض جميعها كانت مختلفة ومميزة وواقعية. وفي هذا الصدد تحدث سعادة الدكتور عبدالله بن أحمد الثابت – عميد الكلية – بقوله أنه مما لا شك فيه أن الإهتمام بالتراث العمراني والحفاظ عليه، يعد أهم محرك لتحقيق تنمية إقتصادية للوطن من خلال المجتمعات المحلية، ويعكس جانباً من جوانب الهوية الوطنية، مدللاً على ذلك بأن معالم وشواهد التراث المتجسده في المباني التاريخية تمثل الشاهد الحي الذي يجسد تاريخ الأمم وتراثها بكل أبعاده التاريخية، والمعمارية والجمالية، ومنها تستمد المجتمعات ثقافتها وهويتها. وأضاف أن وطننا الغالي – حرسه الله- يمتلك معالم وشواهد تاريخية لا حصر لها في كل مناطقه، سواء كانت مادية او غير مادية، وهي في الحقيقة ثروة لا تقدر بثمن ولا يمكن أن تعوض، يتوجب علينا كمتخصصين أن نسعى بقدر ما نستطيع للحفاظ عليها، وأن نعدها من الأولويات في العملية التعليمية المعمارية والعمرانية، لاسيما في ظل التطور التكنولوجي وتأثيره على كل جوانب حياتنا لاسيما الجانب العمراني. مثنياً في الوقت ذاته على الجهود الجبارة والمساعي الحثيثه التي قام بها أمير التراث صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان في الحفاظ على تراث المملكة، وتأسيسه لمؤسسة التراث الخيرية، مقدراً لسموه تبنيه مثل هذه البرامج التدريبية كل عام لطلاب كليات العمارة والتخطيط بالجامعات السعودية، الذي أسهم بشكل كبير في اكسابهم المعارف والمفاهيم وأسس الحفاظ والتأهيل والترميم بكل جوانبها النظرية والتطبيقية، وساعد في صقل مهاراتهم وإمكاناتهم، والرفع من قدراتهم المعرفية. وكذلك دعم سموه الأبحاث، ومشروعات التصميم المعماري والعمراني، ومؤتمرات التراث العمراني التي تتناول موضوعات التراث العمراني وتركز عليها، داعياً لسموه بالعون والتوفيق والسداد في مهامه الجديدة. كما ثمن عالياً دعم معالي مدير الجامعة لتقديمه التسهيلات والدعم والمتابعة لمشاركة طلاب الكلية في مثل هذه البرامج التخصصية النوعية، قائلاً " ليس غريباً على معاليه اهتمامه بالطلاب المتميزين وحرصه الدائم على مشاركتهم في البرامج التي تكسبهم المهارات والمعارف والمفاهيم التي تؤهلهم لخدمة وطنهم". وفي ختام حديثه حث سعادته الطلاب المتدربين على نقل المهارات والخبرات التي اكتسبوها من خلال البرنامج لزملائهم في الكلية، كما أثنى على جهود القائمين على هذا البرنامج المتميز. رافق الطلاب أثناء البرنامج المهندس علي عجلان رئيس وحدة التدريب الميداني.