Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

عرض مشاريع الرياض الكبرى في جامعة الملك سعود

تقرير: م. علي عجلان

استضافت جامعة الملك سعود ممثلة بكلية العمارة والتخطيط يوم الإثنين 22/2/ 1441 الموافق 21/10/2019م في قاعة حمد الجاسر عرضاً لمشاريع الرياض الكبرى، حيث قدم العرض مدراء المشاريع وعدداً من مهندسي الهيئة الملكية لمدينة الرياض بمشاركة أعضاء هيئة التدريس بالكلية وطلاب مشاريع التخرج.

وفي حفل الافتتاح الذي بُدء بآيات من الذكر الحكيم تلاها الطالب بدر التركستاني، ثم قدّم سعادة الدكتور عبد الله بن أحمد الثابت- عميد كلية العمارة والتخطيط- كلمةً رحب فيها بالحضور وثمن للهيئة الملكية لمدينة الرياض تعاونها الدائم مع الجامعة ومكونات المجتمع كافة لإيصال أهدافها التنموية ومشاركة المجتمع التنموي في ذلك، وقال سعادته: نرحب بكم جميعاً في صرح المعرفة الأول في مدينة الرياض "جامعة الملك سعود"  حيث تستشرف عاصمتنا الغالية مستقبلاً واعداً أقام أساسه خادم الحرمين الشريفين إبان توليه إمارتها وجددت أسسها التنموية رؤية المملكة 2030 في عهده أيده الله.

ونحن نشهد جميعاً بأن الرياض قد نالت اهتماماً بالغاً من دولتنا المباركة ومن خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله، وها هو – رعاه الله – يهديها مشاريع عملاقة ونوعية، تصل قيمتها إلى 86 مليار ريال، تهدف تلك المشاريع إلى خلق بيئة نموذجية وعصرية في كافة المجالات لتقدم كل ما من شأنه راحة السكان وسعادتهم وخدمتهم بأعلى مستوى وبأفضل جوده بما يعزز من مكانة الرياض وقدرها ولتواكب التطور الهائل والسريع الذي يشهده العالم.

وكما نعرف جميعاً أن المشاريع الكبرى تمثل لبنة أساسية في بناء الصروح الاقتصادية الشامخة في بلدان العالم المتطورة، فليس غريباً على دولتنا المباركة المبادرة بمثل هذه المشاريع والتي ستكون بعون الله قادرة على تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية وبشرية وعمرانية مستدامة على المستوى الوطني تواكب المستجدات وتواجه التحديات.

عقب ذلك قدم سعادة المهندس يوسف أبانمى نبذة تعريفية عن المشاريع الكبرى التي سيتم عرضها، وقال إن المشروعات الأربعة النوعية التي تشمل: "مشروع حديقة الملك سلمان" و"مشروع الرياض الخضراء" و"مشروع المسار الرياضي" و"مشروع الرياض آرت"، تأتي في إطار تحقيق أهداف "رؤية المملكة 2030، وتبلغ تكلفتها الإجمالية 86 مليار ريال.

موضحاً أن تلك المشاريع تقوم عليها "لجنة المشاريع الكبرى" برئاسة سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وتهدف إلى مضاعفة نصيب الفرد من المساحات الخضراء في الرياض 16 ضعفاً، عبر إنشاء أكبر حدائق المدن في العالم، وزارعة أكثر من 7 ملايين ونصف المليون شجرة في كافة أنحاء مدينة الرياض.

وأبان سعادته أن تلك المشاريع ستعزز الجوانب الثقافية والفنية عبر إنشاء مجموعة من المتاحف والمسارح والمعارض وصالات السينما وأكاديميات الفنون، وتحويل مدينة الرياض إلى معرض مفتوح زاخر بالأعمال الإبداعية من خلال تنفيذ 1000 معلم وعمل فني من إبداعات فنانين محليين وعالميين، وتشجيع السكان على ممارسة الرياضات المختلفة واتـباع أنماط صحية في الحياة، عبر إنشاء مسار رياضي يربط شرق المدينة بغربها بطول 135 كيلومترا، يشتمل على مسارات مخصصة للدراجات الهوائية للهواة والمحترفين وأخرى للخيول، بالإضافة إلى مسارات للمشاة ومراكز رياضية وثقافية.

وأضاف م. أبانمي أن تلك المشاريع تأتي في إطار تحقيق أهداف رؤية "2030"، ومن المتوقع أن تسهم في إيجاد 70 ألف فرصة عمل جديدة للمواطنين في مختلف القطاعات، كما ستوفر فرصاً استثمارية واعدة أمام المستثمرين من داخل المملكة وخارجها، بإجمالي استثمارات تقدّر قيمتها بنحو 50 مليار ريال، تشمل مشاريع سكنية وفندقية ومكتبية وتعليمية وصحية ورياضية وترفيهية وتجارية.

واختتم حديثه بأنه يجري حاليا استكمال إعداد الدراسات والتصاميم لهذه المشاريع التي من المقرر انطلاق أعمال تنفيذها خلال النصف الثاني من العام الحالي 2019م.

تلي ذلك عرض للمشروع الأول وهو مشروع حديقة الملك سلمان والذي قدمه سعادة المهندس يزيد الجهيمي –نائب مدير المشروع- الذي أوضح أن حديقة الملك سلمان ستكون من أكبر حدائق المدن في العالم بمساحة 13.4 كيلو متر مربع،  وستقام في أرض قاعدة الملك سلمان الجوية (مطار الرياض القديم)، وتتميز بموقعها المحوري الذي يتوسط مدينة الرياض، ويرتبط بستة من طرقها وشرايينها الرئيسية، وبمشروع الملك عبد العزيز للنقل العام عبر خمس محطات على الخط الأخضر من قطار الرياض، و10 من محطات حافلات الرياض مما يسهل الوصول إليها من كافة أرجاء المدينة، كما أشار م. الجهيمي أن حديقة الملك سلمان تعد بمثابة مشروع بيئي ترفيهي ثقافي استثماري، يضم حدائق ومناطق خضراء وساحات مفتوحة تزيد مساحتها على 9.3 مليون متر مربع. وتشتمل الحديقة على" مجمع ملكي للفنون" يقام على مساحة تزيد على 400 ألف متر مربع، يضم مسرحاً وطنياً بسعة 2500 مقعد، وخمسة مسارح مغلقة متنوعة الأحجام، ومسرحاً خارجياً في الهواء الطلق يستوعب 8000 مشاهد، إلى جانب مجمع للسينما يضم ثلاث قاعات، وتحتوي على مرافق سكنية ومكتبية وتجارية وفندقية، من بينها: مجمعات للمباني السكنية توفر 12 ألف وحدة سكنية مختلفة، و16 فندقاً توفر 2300 وحدة فندقية، ومساحات تجارية للمطاعم والمقاهي وقطاع البيع بالتجزئة تزيد مساحتها على 500 ألف متر مربع، ومجمعات للمباني المكتبية تبلغ مساحتها 600 ألف متر مربع.

عقب ذلك قدم سعادة المهندس عبد الله البشر -مدير مشروع المسار الرياضي-  عرضاً تناول فيه أبرز مميزات المشروع والذي يبلغ طوله  135 كيلو متراً ويخترق مدينة الرياض من الشرق إلى الغرب، ليربط بين وادي حنيفة في غرب المدينة ووادي السلي في شرقها، ويضم أنشطة رياضية وثقافية وترفيهية وبيئية، من بينها 85 كيلو متراً من مسارات الدراجات للهواة، و135 كيلو متراً من مسارات الدراجات للمحترفين، و123 كيلو متراً من مسارات الخيول، وممراً آمناً ومشجراً للمشاة على طول المسار، إلى جانب مجموعة من البوابات والمحطات والاستراحات للدارجين والمتنزهين على طول امتداد المسار داخل المدينة. وفي وادي حنيفة ووادي السلي، تقدم خدمات ترفيهية للدراجين والمتنزهين، وتحتوي على مقاهي ومتاجر متنوعة، وأوضح سعادته أن المسار يضم أيضاً مسطحات خضراء ومناطق مفتوحة بمساحة تزيد عن 3.5 مليون متر مربع، يتم تشجيرها بواسطة 120 ألف شجرة جديدة يتم ريّها بالمياه المعالجة بنسبة 100 %، فضلا عن مجموعة من المعالم والأيقونات الفنية التي تنتشر على امتداد المسار. وعن مكونات المشروع تحدث م. البشر أن المسار سيتكون من ٨ مكونات رئيسية تتوزع بين أجزائه المختلفة، تشمل: مسار وادي حنيفه، منطقة الفنون، منطقة اليسن، المنطقة الترفيهية، ـ المنطقة الرياضية، المنطقة البيئية، منطقة وادي السلي، متنزه الكثبان الرملية، وفي نهاية العرض أشار إلى أنه ستكون هناك مجموعة من المرافق والخدمات العامة، تتمثل في المساجد، والمراكز الأمنية والصحية والتعليمية والاجتماعية، ومواقف السيارات، ستتوزع على طول المسار  في الوقت الذي يرتبط فيه المسار بثلاثة من خطوط شبكة قطار الرياض هي ( الخط الأصفر، والخط البنفسجي، والخط الأزرق ) وبأربع محطات لقطار الرياض من بينها محطة مركز الملك عبدالله المالي الرئيسية.

تلى ذلك عرض لمشروع الرياض آرت قدمه سعادة المهندس بدر الشنيفي مدير المشروع، وسعادة المهندسة جميلة الفردوس، وقد بين سعادة م. الشنيفي أن المشروع يهدف إلى تحويل مدينة الرياض إلى معرض فني مفتوح وذلك من خلال تنفيذ أكثر من 1000 عمل ومعلم فني من إبداع فنانين محليين وعالميين أمام الجمهور في مختلف أرجاء الرياض، لتشكّل أكبر مشاريع فن الأماكن العامة في العالم، وأضافت م. الفردوس أن المشروع يتضمن المشروع 10 برامج تغطي: الأحياء السكنية، الحدائق، المتنزهات، الميادين، الساحات العامة، محطات النقل العام، جسور الطرق، جسور المشاة، مداخل المدينة، وكافة الوجهات السياحية في المدينة، وتشمل هذه البرامج ساحات الفن، جواهر الرياض، حدائق المرح، بوابات الرياض، محطات الفن، الفن العابر، وادي الفن، منتزه الفنون، معلم الرياض، واحتفالية النور.

واختتم العرض م. الشنيفي بقوله إن المشروع سيسهم في إطلاق آفاق جديدة للحركة الإبداعية في المدينة، وجعل الرياض حاضنة للأعمال الفنية والإبداعية، إلى جانب مساهمته في خلق فرصة مميزة أمام الفنانين المحليين والعالميين لطرح إبداعاتهم أمام سكان وزوار المدينة، وتعزيز القيم المجتمعية والتفاعل الحضاري في المجتمع وتحفيز الحركة السياحية والترفيهية.

عقب ذلك أوضح م. عبد العزيز المقبل –مدير مشروع الرياض الخضراء- أن المشروع يهدف إلى رفع نصيب الفرد من المساحة الخضراء في المدينة من 1.7 متر مربع حالياً إلى 28 متراً مربعاً، بما يعادل 16 ضعفاً عمّا هي عليه الآن، وزيادة نسبة المساحات الخضراء الإجمالية في المدينة من 1.5 % حاليا إلى 9 % بما يعادل 541 كيلومتراً مربعاً، وذلك من خلال زارعة أكثر من 7.5 مليون شجرة في كافة أنحاء الرياض. ويغطي برنامج التشجير في المشروع معظم عناصر ومكونات المدينة، بما يشمل 3330 حديقة و43 متنزهاً كبيراً و9000 مسجد و6000 مدرسة و64 منشأة جامعة وكلية و390 منشأة صحية و1670 منشأة حكومية و16.400 كيلو متر طولي من الشوارع والطرق و2000 موقع لمواقف السيارات و1.100  كيلو متر طولي من” الأحزمة الخضراء” ضمن خطوط المرافق العامة (أبراج نقل الكهرباء ومسارات أنابيب البترول) و175  ألف قطعة أرض فضاء و 272 كيلو متراً من الأودية وروافدها. ولتوفير كميات الري المطلوبة للمشروع سيتم إنشاء شبكات جديدة باستخدام المياه المعالجة التي تهدر في الأودية، مما يسهم في رفع معدل استغلالها في المدينة من 90 ألف متر مكعب حالياً إلى أكثر من مليون متر مكعب يومياً بمشيئة الله.


كما سيتم استخدام 72 نوعا مختاراً من الأشجار المحلية ذات الظل الكثيف التي تلائم بيئة مدينة الرياض، في الوقت الذي سيجري فيه توفير كافة المتطلبات الداعمة والممكنة من إنشاء شبكة مشاتل لتغذية المشروع بالشتلات، وتطوير التشريعات والضوابط العمرانية لتعزيز التشجير في المشاريع العامة والخاصة، وتقديم الحوافز لكافة فئات المجتمع لتشجيعهم على المشاركة في مبادرات تشجير تطوعية. وأضاف م. المقبل أن المشروع سيشجّع على ممارسة أنماط تنقل صحية بين سكان المدينة وتعزيز التواصل الاجتماعي، وتحسين مؤشرات جودة الحياة بشكل عام في المدينة، وسيسهم في تحقيق عائد اقتصادي على الرياض بنحو 71 مليار ريال عام 2030، وذلك من خلال دوره في تقليص نفقات الرعاية الصحية واستهلاك الكهرباء ورفع قيمة العقارات وترشيد هدر مياه الشرب في الري، واستبدالها بشبكات للمياه المعالجة، وفي الوقت ذاته سيطلق فرصاً استثمارية جديدة أمام القطاع الخاص في أعمال المشاتل والبستنة والتشجير وتصميم وتنسيق الحدائق وأعمال الري.

تلي ذلك مشاركة من قبل سعادة الأستاذ الدكتور عمر بن سالم باهمام أستاذ التصميم العمراني والبيئة بالجامعة، أوضح فيها أثر تلك المشاريع على جودة الحياة في مدينة الرياض، مبيناً سعادته أن تلك المشاريع الكبرى هي مشاريع نوعية ستساهم بما لا شك فيه في خدمة الإنسان وتلبي احتياجاته وتحقق له مستوى لائقاً من السعادة والرضى بمالها من آثار إيجابية على كافة الجوانب سواء كانت اجتماعية أو بيئية أو اقتصادية.

وأضاف سعادته أن تلك المشاريع ستغير من شكل مدينة الرياض الحالي، وستساهم في تحسين مستوى الصحة العامة علاوة على تحسن مستوى الخدمات والترفيه والذي سينعكس بدوره على جودة الحياة بصورة عامة في المجتمع، عقب ذلك شارك الطالبين نايف الغنام وبدر التركستاني من قسم التخطيط العمراني بعرض دراسة عن أثر مشاريع الرياض الكبرى على الأحياء السكنية.

واختتمت العروض بجلسة نقاش أدارها سعادة الدكتور فهد بن سعود اللهيم وكيل الكلية للشؤون الأكاديمية -رئيس وحدة تطوير الأعمال بالكلية- وقدمت خلالها مجموعة من الأسئلة من قبل الطلاب والطالبات والحضور من منسوبي الجامعة والمهتمين مع مهندسي المشاريع، وفي نهاية جلسة النقاش شكر سعادة د. فهد اللهيم مدراء تلك المشاريع وقال سعادته أن لكل مشروع من المشاريع التي عرضت ما يميزه وله إضافته الخاصة وبصمته على تراب الوطن، وأن تلك المشاريع بمجاميعها وبرامجها ستشكل نموذجاً متفرداً لما ستحظى به من دعم ورعاية واهتمام من قبل مسؤولي هذا الوطن المعطاء، وحتماً سيكون أثرها ملموساً في تحسين جودة الحياة.

ثم وجه سعادة الدكتور عبد الله الثابت -عميد كلية العمارة والتخطيط- كلمة توجيهية لأبنائه طلاب الكلية بقوله إن مثل هذه المشاريع النوعية الكبرى تحتم علينا جميعاً في هذه الجامعة العريقة وهذا الصرح المعرفي أن نكون عوناً لمن يقف ورائها في سبيل تحقيقها، والأمل معقود عليكم أبنائنا الطلاب في شحذ هممكم وبذل الجهد في أن تكونوا أحد المساهمين والمشاركين في مثل هذه المشاريع الحيوية، سائلاً الله جل في علاه أن يديم علينا الأمن والأمان والنماء والرخاء، مختتماً كلمته بتوجيه الشكر لسعادة د.فهد اللهيم على جهوده في الإعداد والتنسيق لهذه الفعالية ولكل من شارك وأسهم في إعدادها. تلى ذلك تكريم مكتبي هاتش للاستشارات المعمارية ودار الدارسات العمرانية لرعايتهما اللقاء.