طبق من الخزف يستخدم لتقديم الطعام
احدى أدوات الطعام المكتشفة في موقع الربذة الاسلامي، وهو عبارة عن طبق من الخزف مرسوم عليه صورة أرنب، ومعروض حاليا في متحف جامعة الملك سعود للآثار، بقسم الآثار.
وتقع الربذة على مسافة 200 كم شرق المدينة المنورة، في موقع متميز على طريق الحج الكوفة. وتعتبر الربذة من أهم المدن الإسلامية المبكرة التي تم الكشف عنها في الجزيرة العربية، وذلك بفضل الله تعالى ثم بجهود قسم الآثار والمتاحف بالجامعة، ويعد حمى الربذة من أهم المناطق الرعوية التابعة للدولة الإسلامية في الجزيرة العربية وحتى العصر العباسي، وتجمع المصادر على أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان أول من جعل الربذة حمىً لإبل الصدقة وخيل المسلمين. كما أن إسم الربذة ارتبط بالصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، وزاد من مكانتها أنها أصبحت محطة رئيسة على طريق الحج الكوفي.
يشمل موقع الربذة مدينة متعددة الأحياء ذات تخطيط منظم، أحيائها محصنة ومدعمة بأسوار، كما تم الكشف عن منطقة سكنية تمثلت في القصور، والمنازل ذات الطرز المعمارية المختلفة. كذلك كشف في الموقع عن مسجد جامع ومسجد آخر لأحد أحياء المدينة. كما تم الكشف عن سوق، ومبنى للبريد، ومنطقة صناعية، وخزانات، ومستودعات للمياه وبرك، ومن أشهرها بركة أم سليم، التي تتجلى فيها براعة المعماري المحلي في مجال الهندسة المائية.
لقد قدم الموقع مادة أثرية مهمة، تمثلت في الأواني الفخارية والخزفية، والأواني والزجاجية، وأواني الطبخ، والصناعات المعدنية، وأواني الحجر الصابوني، والمسارج، والمكاييل، والمسكوكات، والنقوش، والحلي وأدوات الزينة، والمشغولات العاجية والخشبية. وقد حددت المعثورات المكتشفة في موقع الربذة أن الموقع قد تزايد الاستيطان فيه منذ فترة صدر الإسلام ثم اتسع في العصر الأموي وازدهر في العصر العباسي الأول، إلى أن هجر في أوائل القرن الرابع الهجري.
https://museum.ksu.edu.sa/ar